عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة [1] ولد أبو بكر الصديق بمكة بعد عام الفيل بعامين وأشهر [2]. وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه "عتيق من النار" فغلب عليه اسم "العتيق" [3]، وقيل إنما سمي بذلك لجمال وجهه [4]، وقيل أيضاً: إنه ما كان يعيش لأمه ولد، فاستقبلت البيت العتيق وقالت: إن هذا عتيق من الموت فهبه لي [5]. ووصفه بالصديق عقب حادثة الإسراء والمعراج إذ صدقه حين كذبه المشركون [6].
وكان أبيض البشرة، نحيف الجسم، معروق الوجه، قليل الشعر في صفحتي خديه، غائر العينين، بارز الجبهة [7]، جعد الشعر [8]، وكان يخضب شيبه بالحناء والكتم [9].
وقد اشتهر في الجاهلية بحميد الأخلاق، وحسن المعاشرة، وامتناعه عن شرب الخمر، وعلمه بأنساب العرب وأخبارها.
واشتهر في الإسلام بسابقته إلى الدين، وجهوده الكبيرة في الدعوة إليه حيث أسلم على يده عدد من كبار الصحابة هم عثمان بن عفان والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنهم.
وقد صحب النبي صلى الله عليه وسلم في هجرته إلى المدينة، فنزلت الآية الكريمة: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} [التوبة: 40] [10]. وشهد المشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم [11].
وكان يتاجر بالثياب وبلغ رأس ماله حين أسلم أربعين ألف درهم، أنفقها على مصالح الدعوة الإسلامية، وخاصة في عتق رقاب المستضعفين الأرقاء من المسلمين، وحمل بقيتها وهي خمسة آلاف درهم معه حين الهجرة ووضعها تحت تصرف النبي صلى الله عليه وسلم [12].
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقضي في مال أبي بكر رضي الله عنه، كما يقضي الرجل في مال نفسه [13]. وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم مدى إفادة الإسلام من ذلك "ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر" [14]. وقد بشره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة [15]، وترك خوخة [16] داره مشرعة على المسجد دون بقية الصحابة [17]، وولاه الصلاة خلال مرضه [18].
وكان موضع مشورة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد صاهره بأن تزوج ابنته عائشة رضي الله عنها. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم مائة حديث واثنين وأربعين حديثاً [19].
وقد ظهرت حكمته ورباطة جأشه في مواجهة مصاب الأمة بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم، كما ظهرت شخصيته القوية وحنكته السياسية في اجتماع السقيفة وقد عبر عن تواضع جم وزهد في الخلافة حين رشح لها مبيناً أن سالم مولى أبي حذيفة أتقى منه، وأن عمر بن الخطاب أقوى منه [20].
ولما تولى الخلافة أظهر قدرة فائقة على إدارة شؤون الدولة التي تعرضت للانقسام الخطير بسبب ظهور المرتدين، فأعاد للدولة وحدتها وأمنها، ووجه طاقتها للجهاد وفتح بلاد العراق والشام.
وتوضح خطبه ورسائله إلى قادته في العراق والشام تقواه وورعه، وحرصه على نشر الإسلام، وترفعه عن الدنيا، كما تبين سلاسة أسلوبه وبلاغة تعبيره وبعده عن الإطناب في الكلام والمبالغة في التعبير، فكان من خطباء الصحابة المقدَّمين [21].
وقد أنجز مشروعاً عظيماً بجمع القرآن للمرة الأولى مما منع وقوع الاختلاف فيه، وحقق الوحدة الدينية والثقافية للمسلمين [22].
ومع سعة علمه بالقرآن والسنة، وفهمه الثاقب لمقاصد الشرع وأحكامه وتصدره للفتوى [23]، فإنه كان كثير الاستشارة للصحابة [24]، وكانت الرحمة تغلب على آرائه، فقد أشار بقبول المفاداة من أسرى بدر، والسكينة تملأ نفسه فقد ثبَّت الناس في حادثة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، والحزم ومضاء العزيمة عنوان سياسته كما في موقفه من حركة الردة، ورعاية الآخرين منهج حياته وخاصة الفقراء والمرضى [25].
توفي أبو بكر الصديق رضي الله عنه وعمره ثلاث وستون سنة [26] في جمادى الآخرة من سنة ثلاث عشرة من الهجرة، وكانت مدة ولايته سنتين ونصف [27].
وكان أبيض البشرة، نحيف الجسم، معروق الوجه، قليل الشعر في صفحتي خديه، غائر العينين، بارز الجبهة [7]، جعد الشعر [8]، وكان يخضب شيبه بالحناء والكتم [9].
وقد اشتهر في الجاهلية بحميد الأخلاق، وحسن المعاشرة، وامتناعه عن شرب الخمر، وعلمه بأنساب العرب وأخبارها.
واشتهر في الإسلام بسابقته إلى الدين، وجهوده الكبيرة في الدعوة إليه حيث أسلم على يده عدد من كبار الصحابة هم عثمان بن عفان والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنهم.
وقد صحب النبي صلى الله عليه وسلم في هجرته إلى المدينة، فنزلت الآية الكريمة: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} [التوبة: 40] [10]. وشهد المشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم [11].
وكان يتاجر بالثياب وبلغ رأس ماله حين أسلم أربعين ألف درهم، أنفقها على مصالح الدعوة الإسلامية، وخاصة في عتق رقاب المستضعفين الأرقاء من المسلمين، وحمل بقيتها وهي خمسة آلاف درهم معه حين الهجرة ووضعها تحت تصرف النبي صلى الله عليه وسلم [12].
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقضي في مال أبي بكر رضي الله عنه، كما يقضي الرجل في مال نفسه [13]. وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم مدى إفادة الإسلام من ذلك "ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر" [14]. وقد بشره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة [15]، وترك خوخة [16] داره مشرعة على المسجد دون بقية الصحابة [17]، وولاه الصلاة خلال مرضه [18].
وكان موضع مشورة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد صاهره بأن تزوج ابنته عائشة رضي الله عنها. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم مائة حديث واثنين وأربعين حديثاً [19].
وقد ظهرت حكمته ورباطة جأشه في مواجهة مصاب الأمة بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم، كما ظهرت شخصيته القوية وحنكته السياسية في اجتماع السقيفة وقد عبر عن تواضع جم وزهد في الخلافة حين رشح لها مبيناً أن سالم مولى أبي حذيفة أتقى منه، وأن عمر بن الخطاب أقوى منه [20].
ولما تولى الخلافة أظهر قدرة فائقة على إدارة شؤون الدولة التي تعرضت للانقسام الخطير بسبب ظهور المرتدين، فأعاد للدولة وحدتها وأمنها، ووجه طاقتها للجهاد وفتح بلاد العراق والشام.
وتوضح خطبه ورسائله إلى قادته في العراق والشام تقواه وورعه، وحرصه على نشر الإسلام، وترفعه عن الدنيا، كما تبين سلاسة أسلوبه وبلاغة تعبيره وبعده عن الإطناب في الكلام والمبالغة في التعبير، فكان من خطباء الصحابة المقدَّمين [21].
وقد أنجز مشروعاً عظيماً بجمع القرآن للمرة الأولى مما منع وقوع الاختلاف فيه، وحقق الوحدة الدينية والثقافية للمسلمين [22].
ومع سعة علمه بالقرآن والسنة، وفهمه الثاقب لمقاصد الشرع وأحكامه وتصدره للفتوى [23]، فإنه كان كثير الاستشارة للصحابة [24]، وكانت الرحمة تغلب على آرائه، فقد أشار بقبول المفاداة من أسرى بدر، والسكينة تملأ نفسه فقد ثبَّت الناس في حادثة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، والحزم ومضاء العزيمة عنوان سياسته كما في موقفه من حركة الردة، ورعاية الآخرين منهج حياته وخاصة الفقراء والمرضى [25].
توفي أبو بكر الصديق رضي الله عنه وعمره ثلاث وستون سنة [26] في جمادى الآخرة من سنة ثلاث عشرة من الهجرة، وكانت مدة ولايته سنتين ونصف [27].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق