☀لكن أهل التمكين هم الواثقون بأن الله عزوجل يشمل بعنايته ورعايته الثلة المباركة التي يقول تعالى جل وعلا فيها :
(ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ( الواقعة
فمهما اشتدت الظلم قال صل الله عليه وسلم :
{ طُوبَىٰ لِلْمُخْلِصِينَ أُوْلئِكَ مَصَابِيحُ الْهُدَى تَنْجَلِي عَنْهُمْ كُلُّ فِتْنَةٍ ظَلْمَاءَ }(1)
{إن لله ضنائن من خلقه يحييهم في عافية فإذا توفاهم توفاهم إلى جنته أولئك تمر عليهم الفتن كقطع الليل المظلم وهم فيها في عافية }(2)
وهذا كلام ، وفى سورة النجم :
(وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)
☀
🌹 وهؤلاء هم أنتم إن صدقتم وعملتم بقول الله
(رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ) (23 الأحزاب)
خذ رسالة التكليف الموجودة في كلام الله في الآية واعمل بها ..
تجد فوراً أن الله عزوجل يتولاك والأكوان كلها تتسابق وتتسارع فى رضاك.. فلا تشتهي شيئاً إلا وتجده أقرب إليك من لمح البصر، وذلك لأنك مع الله، ووجهت وجهك لحضرة الله، وتابعت سيدنا رسول الله، ووظفت نفسك في ديوان أهل الله .. إماماً يقتدي به في طريق الله. 🌹
وإياك يا أخي أن تربأ بنفسك عن هذا الطريق، أو تظن أنك لست أهلاً لهذا المقام، وقد عرفت أن الله عزوجل هو الذي أجلسك فيه مع التبجيل والتعظيم والاحترام!! فلا تباعد نفسك عن هذا الخير أبداً ..
☀🌹 واعلم علم اليقين أن الله عزوجل لو نظر إلي قلبك ووجد فيه الصدق واليقين، فإن نظرة واحدة من رب العالمين تجعل حياتك كلها في أنوار سيد الأولين والآخرين، وتجد كل أحوالك أحوال الصالحين .. وأوقاتك أوقات المقربين، فنظرة من فضل جوده تجعل الكافر ولياً!! والشقي تقياً..!! ☀🌹
☀🌹 فما بالك إن كانت هذه النظرة لرجل من خير أمة أخرجت للناس، نظرة واحدة من الله تخلع عن قلبه كل لبس وكل هاجس وكل وسواس و تدخله في قوله:
(إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ) (42 الحجر)
وتجعله المعنِّي بقول مولاه جلَّ فى علاه :
(أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ) (90الأنعام)
(الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) (82 الأنعام) ☀🌹
☀🌹 إخوانى القراء الكرام !!! لقد جعلنا الله عزوجل في أعلي رتبة بين خلقه... رتبة تحسدنا عليها الملائكة ويتمني بلوغها الأنبياء السابقون والمرسلون والأولون !! فقد رغبوا جميعاً أن يكونوا أمة لمحمد وقد فزتم بهذا الفضل، وقد ورد فى اخبر حكاية عن البشارة بسيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم:
{ وسيأتي الذي هو أقوى منى، الذي لا أستحق أن أحل سيور حذائه؛ وقال متَّى : الذى لا أستحق أن أحمل حذاءه }(3)
إن موسي عندما رأي مالكم عند ربكم وتلألأت الأنوار و كشفت له لأسرار:
{ خرَّ ساجدا وقال رب اجعلني من أمة محمد فقيل له لا تدركها }(4)
طلب أن يكون من هذه الأمة.
رغبوا يكونوا أمة لمحمد وبفضله فازوا بكل مراد ☀🌹
☀🌹 بل ولقد أصبحتم في رتبة تمنتها الملائكة !! وحسدوكم عليها ..
(قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ) .. نحن هنا يا رب
(قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) (البقرة)
فأعلي رتبة في الأكون هي رتبة الإنسان الذي جعله الله من أمة النبي العدنان، بذلك أنت في أعلي رتبة !!ّ! فلماذا إذن تهبط بنفسك إلي أسفل سافلين !
حتى أنك تدني نفسك عن رتبة الأنعام !!!، فإنك تهتم بما عندك من الأنعام فتوفر لها الطعام وتوفر لها الأمن وإذا أصيبت بمرض تسهر الليالي بجوارها وتبحث عن طبيب في أي مكان !! وعن دواء في أي صيدلية لتداويها !! وتهتم بكل شئونها !! وذلك لأنها توكلت علي ربها عزوجل وهي فى رتبة دون !، أما أنت ففي الرتبة الأعلى !، ومن يعلم هذه الرتبة التي يقول فيها الله: ☀🌹
(وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) (المنافقون)
☀🌹 ولم يقل الله هنا .."ولله العزة".. "ولرسله" وإنما قال "ولرسوله" وحسب ثم أنتم أيها المؤمنون !!!، فابحث عن رتبتك !! .. ولا تجعل نفسك عبداً للبطنة، ولا عبداً للدرهم ..، ولا عبداً للزوجة..، ولا عبداً للمال والجاه .. وتترك عبوديتك لله جل في علاه !! ، وهذه هي المصيبة التي وقع فيها إخواننا المسلمون .. فقد تركوا العبودية لله!!! وجعلوا أنفسهم عبيداً لهذه الأشياء الدانية التي حقرها الله!! وقال في شأنها حبيب الله ومصطفاه :
{ إن الله عز وجل لم يخلق خلقا أبغض إليه من الدنيا وأنه منذ خلقها لم ينظر إليها }(5) ، { لَوْ كَانَتْ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ الله جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِراً مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ }(6) ☀🌹
فلماذا تبحث عنها؟ وماذا ستأخذ منها؟! كل ما عليك أن تأخذه منها هو العمل الصالح وذكر الله الرافع.
(1)عن ثَوْبَانَ رواه البيهقي
(2)عبدالله بن عمر ، المحدث الهيثمى ، المصدر : مجمع الزوائد.
(3)الكتاب : نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، المؤلف : إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر البقاعي
(4)حلية الأولياء ونعيم الأصفياء لأبى نعيم الأصبهانى
(5)الراوى موسى بن يسار ، المحدث : العراقى ، المصدر : تخريج الأحياء.
(6)عن مُسْهَرِ بنِ سَعْدٍ سنن الترمذي
☀🌹 همسات صوفية من كتاب موازين الصادقين☀🌹
☀🌹 لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد☀🌹
☀لتحميل الكتاب مجانا اضغط على الرابط
(ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ( الواقعة
فمهما اشتدت الظلم قال صل الله عليه وسلم :
{ طُوبَىٰ لِلْمُخْلِصِينَ أُوْلئِكَ مَصَابِيحُ الْهُدَى تَنْجَلِي عَنْهُمْ كُلُّ فِتْنَةٍ ظَلْمَاءَ }(1)
{إن لله ضنائن من خلقه يحييهم في عافية فإذا توفاهم توفاهم إلى جنته أولئك تمر عليهم الفتن كقطع الليل المظلم وهم فيها في عافية }(2)
وهذا كلام ، وفى سورة النجم :
(وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)
☀
🌹 وهؤلاء هم أنتم إن صدقتم وعملتم بقول الله
(رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ) (23 الأحزاب)
خذ رسالة التكليف الموجودة في كلام الله في الآية واعمل بها ..
تجد فوراً أن الله عزوجل يتولاك والأكوان كلها تتسابق وتتسارع فى رضاك.. فلا تشتهي شيئاً إلا وتجده أقرب إليك من لمح البصر، وذلك لأنك مع الله، ووجهت وجهك لحضرة الله، وتابعت سيدنا رسول الله، ووظفت نفسك في ديوان أهل الله .. إماماً يقتدي به في طريق الله. 🌹
وإياك يا أخي أن تربأ بنفسك عن هذا الطريق، أو تظن أنك لست أهلاً لهذا المقام، وقد عرفت أن الله عزوجل هو الذي أجلسك فيه مع التبجيل والتعظيم والاحترام!! فلا تباعد نفسك عن هذا الخير أبداً ..
☀🌹 واعلم علم اليقين أن الله عزوجل لو نظر إلي قلبك ووجد فيه الصدق واليقين، فإن نظرة واحدة من رب العالمين تجعل حياتك كلها في أنوار سيد الأولين والآخرين، وتجد كل أحوالك أحوال الصالحين .. وأوقاتك أوقات المقربين، فنظرة من فضل جوده تجعل الكافر ولياً!! والشقي تقياً..!! ☀🌹
☀🌹 فما بالك إن كانت هذه النظرة لرجل من خير أمة أخرجت للناس، نظرة واحدة من الله تخلع عن قلبه كل لبس وكل هاجس وكل وسواس و تدخله في قوله:
(إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ) (42 الحجر)
وتجعله المعنِّي بقول مولاه جلَّ فى علاه :
(أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ) (90الأنعام)
(الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) (82 الأنعام) ☀🌹
☀🌹 إخوانى القراء الكرام !!! لقد جعلنا الله عزوجل في أعلي رتبة بين خلقه... رتبة تحسدنا عليها الملائكة ويتمني بلوغها الأنبياء السابقون والمرسلون والأولون !! فقد رغبوا جميعاً أن يكونوا أمة لمحمد وقد فزتم بهذا الفضل، وقد ورد فى اخبر حكاية عن البشارة بسيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم:
{ وسيأتي الذي هو أقوى منى، الذي لا أستحق أن أحل سيور حذائه؛ وقال متَّى : الذى لا أستحق أن أحمل حذاءه }(3)
إن موسي عندما رأي مالكم عند ربكم وتلألأت الأنوار و كشفت له لأسرار:
{ خرَّ ساجدا وقال رب اجعلني من أمة محمد فقيل له لا تدركها }(4)
طلب أن يكون من هذه الأمة.
رغبوا يكونوا أمة لمحمد وبفضله فازوا بكل مراد ☀🌹
☀🌹 بل ولقد أصبحتم في رتبة تمنتها الملائكة !! وحسدوكم عليها ..
(قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ) .. نحن هنا يا رب
(قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) (البقرة)
فأعلي رتبة في الأكون هي رتبة الإنسان الذي جعله الله من أمة النبي العدنان، بذلك أنت في أعلي رتبة !!ّ! فلماذا إذن تهبط بنفسك إلي أسفل سافلين !
حتى أنك تدني نفسك عن رتبة الأنعام !!!، فإنك تهتم بما عندك من الأنعام فتوفر لها الطعام وتوفر لها الأمن وإذا أصيبت بمرض تسهر الليالي بجوارها وتبحث عن طبيب في أي مكان !! وعن دواء في أي صيدلية لتداويها !! وتهتم بكل شئونها !! وذلك لأنها توكلت علي ربها عزوجل وهي فى رتبة دون !، أما أنت ففي الرتبة الأعلى !، ومن يعلم هذه الرتبة التي يقول فيها الله: ☀🌹
(وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) (المنافقون)
☀🌹 ولم يقل الله هنا .."ولله العزة".. "ولرسله" وإنما قال "ولرسوله" وحسب ثم أنتم أيها المؤمنون !!!، فابحث عن رتبتك !! .. ولا تجعل نفسك عبداً للبطنة، ولا عبداً للدرهم ..، ولا عبداً للزوجة..، ولا عبداً للمال والجاه .. وتترك عبوديتك لله جل في علاه !! ، وهذه هي المصيبة التي وقع فيها إخواننا المسلمون .. فقد تركوا العبودية لله!!! وجعلوا أنفسهم عبيداً لهذه الأشياء الدانية التي حقرها الله!! وقال في شأنها حبيب الله ومصطفاه :
{ إن الله عز وجل لم يخلق خلقا أبغض إليه من الدنيا وأنه منذ خلقها لم ينظر إليها }(5) ، { لَوْ كَانَتْ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ الله جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِراً مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ }(6) ☀🌹
فلماذا تبحث عنها؟ وماذا ستأخذ منها؟! كل ما عليك أن تأخذه منها هو العمل الصالح وذكر الله الرافع.
(1)عن ثَوْبَانَ رواه البيهقي
(2)عبدالله بن عمر ، المحدث الهيثمى ، المصدر : مجمع الزوائد.
(3)الكتاب : نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، المؤلف : إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر البقاعي
(4)حلية الأولياء ونعيم الأصفياء لأبى نعيم الأصبهانى
(5)الراوى موسى بن يسار ، المحدث : العراقى ، المصدر : تخريج الأحياء.
(6)عن مُسْهَرِ بنِ سَعْدٍ سنن الترمذي
☀🌹 همسات صوفية من كتاب موازين الصادقين☀🌹
☀🌹 لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد☀🌹
☀لتحميل الكتاب مجانا اضغط على الرابط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق