(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا الله وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (35المائدة) مع الإيمان والتقوى لكي ينال الإنسان الفلاح لابد أن يطلب الوسيلة للقرب من الله عز وجلَّ: (وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) (35المائدة).والوسيلة الجماعة المفسرون والمئولون قالوا فيها كلاماً كثيراً، لكن الوسيلة عند المريدين والسالكين في رأي جملة الصالحين: هي العارفين المتمكنين الذين أقامهم ربُّ العالمين لدلالة الخلق عليه. والوسيلة لكُمَّل العارفين وأئمة المتقين هو الحبيب الأعظم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم.أما بالنسبة للأقوال الأخرى أن الوسيلة هي العمل الصالح،
فالإيمان معه العمل الصالح، والتقوى معها العمل الصالح، لكن ربنا يقول: (وَابْتَغُوا إِلَيْهِ) - عزَّ وجلَّ لتحظوا بالقبول، وتنالوا الوصول، وتُأهلوا للدرجات العالية، لابد أن تدخلوا عليه بالصادقين الذي آواهم إلى حضرته وكنفهم بعنايته، وجعلهم في الدنيا أبواباً لأهل قربه ومودته،فإن الله عزَّ وجلَّ إستودع أعزَّ ودائعه وأغلى أماناته في قلوب عباده الصالحين، فما وجد عز وجل مكاناً أمنع من الأهواء ومن النفوس ووساوس الشيطان إلا قلوب الصالحين التي حفظها بحفظه ربُّ العالمين، وقال في شأنها: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ) (42الحجر). ولذلك كان سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه وغيره من الصالحين، كان يقول لأصحابه: (توسلوا إلى الله عزَّ وجلَّ بي).وبعضهم قال: الوسيلة هي اسم الله الأعظم الذي دُعي به أجاب، وقال سيدي الحسن البصري رضي الله عنه وكان قطب وقته وزمانه عندما سُئل عن اسم الله الأعظم: (أنا اسم الله الأعظم، فمن توسَّل إلى الله بي نال مراده وحقق الله عز وجل له آماله).
فالتوسل إلى الله بالصالحين يكون باقتفاء أثارهم والمشي على هديهم وحُسن متابعتهم والتحلِّي بشمائلهم وجميل أخلاقهم، لأنهم اقتدوا واهتدوا بسيد الأولين والآخرين فأصبحوا هم الصورة القريبة التي أستطيع التشبه بها لأنال القرب من رب العالين، وأكون صورة مجملة على قدري من سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلَّم.
https://www.facebook.com/fawzyabuzeid.library/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق