في الحقيقة أننا نحاول في هذا العصر أن نعود بالإسلام وأهله إلى عصوره الزاهرة الأولى التي كان عليها الحبيب صلى الله عليه وسلَّم وصحبه، لأنه كانت عصور إشتدَّ فيها الظلام وانتشر الجهل فتفشَّت أعراف وعادات نسبها الناس للإسلام ظلماً وبهتاناً والإسلام منها بريء، فنحن نحاول أن نعيد هذا الصفاء الأول للصوفية على النهج الذي كان عليه الحبيب الأعظم.فالصوفية والتصوف منهج علم وعمل، محاضراتٌ نظرية ثم يدخل الإنسان بذاته في ورشة عملية لا يراه ولا يطلع فيها إلا ربُّ البرية
، لكي يتجمل بهذه الأحوال، وتظهر عليه كريم الخصال، وينبجس في قلبه عينٌ تأتيه منها الفوائد والغرائب والمواهب من الواحد المتعال عزَّ وجلَّ، وهذا هو منهج الصوفية، وهم أشد الناس إلتزاماً بهذا المنهج.جدَّ على الناس في الأزمان الماضية أن جعلوا التصوف إنتساب أو إكتساب، فينتسب لشيخ وانتهى الأمر عند هذا الحد، فيقول من حوله ويشجعه على ذلك: حب الشيخ فلان ونام، وبمحبته إن شاء الله تضمن الجنة. فنحن جميعاً نحب حضرة النبي والذي هو أبو هؤلاء المشايخ كلهم فهل يكفينا ذلك؟!!. وبعض الناس جعلوه حرفة للتكسب والإكتساب وإبتزاز الناس واستلاب أموالهم وهذا لا يُرضي الله عزَّ وجلَّ.فنريد أن نعيد التصوف مرةً ثانية للمنهج الأول، فجعلناه جامعة للدراسات العُليا الصوفية، وهي جامعتنا، فمن يُريد أن ينتسب للصوفية ويتخلى ظاهراً وباطناً عن أخلاقهم وأحوالهم وأفعالهم فلا ينفع ذلك في منهجنا، فمنهجنا يحتاج إلى علم وعمل، والعشوائية لا تُنتج حتى في النباتات البرية، النبات الذي يزرعه المرء منا ويعتني به فيكون له ثمرٌ، والنبتة التي تخرج عشوائياً فهل يكون لها ثمر؟ فيسمونه: شيطاني!! حتى أجدادنا قالوا فيه: أن هذا النبات شيطاني، أى ليس له ثمر نهائياً إلا أن يكون منه الشوك فيشوِّك الناس، وهذا معنى أنه شيطاني، فلا يوجد شئٌ ينتفع به فلا يُؤكل ولا ينتفع به في خشب ولا تصنيع ولا أى شيء.
فضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق