المسلم يحفظ جوارحه في يوم صومه وفي يوم فطره على السواء، يحفظ العين من النظر إلى ما حرَّم الله: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) (30النور).
ويحفظ الأذن من سماع الكذب والغيبة والنميمة وقول الزور، ويحفظ اللسان من السب والشتم واللعن وكل قولٌ فيه هجرٌ أو فيه أذى، ويحفظ اليد من السرقة والقتل، ومن أن تمتد بمعاونة ذلك، أو تمتد إلى شيء حرام.
ويحفظ الرجل من المشي إلى أماكن الشبهات وأماكن المحرمات، ويحفظ الفرج مما حرَّم الله، ولا يبيحه إلا للحلال الذي أحلَّه له مولاه، ويحفظ البطن من المطعم الحرام والمشرب الحرام وكل شيء يُغذَّى به الجسم وفيه شيء حرامن إذا حفظ الإنسان جوارحه من الحرام، فيكون صائماً العام كله لله عزَّ وجلَّ، وقيل في ذلك:
إذا ما المرء صام عن الخطايا
فكل شهوره شهر الصيام
وقال صلى الله عليه وسلم:(إِذَا صُمْتَ فَلْيَصُمْ سَمْعُكَ وَبَصَرُكَ وَلِسَانُكَ عَنِ الْكَذِبِ وَالْمَحَارِمِ، وَدَعْ أَذَى الْخَادِمِ، وَلْيَكُنْ عَلَيْكَ وَقَارٌ وَسَكِينَةٌ يَوْمَ صِيَامِكَ، وَلا تَجْعَلْ يَوْمَ فِطْرِكَوَصَوْمِكَ سَوَاء) .
ونهانا الله عزَّ وجلَّ في هذا الشهر عن الحلال، فالأكل حلالٌ ولكن الله نهانا عنه، والشرب حلال ولكن الله نهانا عنه، وجماع الرجل زوجته حلالٌ ولكن الله نهانا عنه، فإذا كان الله نهى عن الحلال فهل يُبيح الإنسان لنفسه الحرام؟!!.
فالحرام أشدُ في الحُرمة، وهذا صيام العلماء وهو صيام الجوارح، ويكون الإنسان طوال العام مفطراً بالطعام والشراب ولكن الجوارح صائمة عن ما يُغضب الله عزَّ وجلَّ، فطول العام صائم وإن كان في نظر الناس وفي نظر نفسه مفطراً، لكن له أجر الصيام طوال العام عند الله عزَّ وجلَّ.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
رواه البيهقي في فضائل الأوقات عن جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه.
ولقراءة المزيد يمكنكم زيارة
الموقع الرسمى لفضيلة الشيخ فوزى محمد ابوزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق