مدونة مراقى الصالحين

الأربعاء، 30 أبريل 2025

ثمرة الصبر

🌵 ثمرة الصــــــبر 🌵 
〰️〰️〰️〰️〰️〰️
✔- { إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } فبماذا يكون الله معهم؟ يكون معهم بلطفه، فلو نزلت الكارثة الكُبرى فيلطف الله عزوجل بالعبد قبل نزولها، ولو تخلى الله عزوجل عن المؤمنين بلطفه ما استطاع واحدٍ منا أن يتحمَّل بلية ولو كانت صغيرة، لكن الله بلطفه بالمؤمنين يُنزل جند اللطف قبل هجوم البلاء، فيكون الإنسان مستعداً، فيجد صدَّاً من أعضائه ودفاعاً من جوارحه، من النوازل التي تنزل به.
🌵 -- يمًدُّه الله عزوجل ويكون معه لتفريج الكرب وكشف الغم وحل المشاكل وتحقيق المطلوب، وكلما اشتاق إلى أمرٍ ربما حقَّقه الله له إذا صدق بدون طلب، فمن الناس من يحتاج ويطلب من الله، ومن الناس من يُعطيه الله بلا طلب
ويقول فيهم: { لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ} (22الشورى) لكن حتى ننتبه فمن وصل إلى هذا المقام لا يطلب الدنيا، ولا العُلو فيها ولا الشهوات ولا الحظوظ، وإنما يطلب ما عند الله { وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ لِّلْأَبْرَارِ} (198آل عمران)

✔-وعن الصــبر وأثــره في علاج الأزمــات من الناحية العلميَّة، يقول الدكتور جمال ماضي أبو العزائم في كتابـــه: القرآن والصحة النفسيَّة صفحة 48:{ويتحدث القرآن عن قيمة الصبر فيقول: إن الصابر الضعيف تقوى طاقته حتى يصبح في أول مراحل الصبر يتمتع بطاقة اثنين من غير الصابرين فيقول:(الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ ) الأنفال66
🌵- وبفحص هذه الظاهرة تجد الحقَّ عز وجل ركَّب طاقات أعضاء الإنسان جميعاً، على أن يقوم جزء يسير منها بالعمل في إبان حياة الإنسان الطبيعية وادخر باقي الطاقات والأجهزة؛ وذلك حتى يقوم بها المـــــؤمن الصــــــابر في الوقت المناسب: فالعضلات جميعاً تعمل ببعض طاقاتها، فنراها تقوى عشرات أمثال طاقاتها الأولى، وكذا طاقات الجهاز العصبي تعمل عملها الطبيعي بعشر طاقاتها، وحتى خلايا الكلية والكبد تعمل بعشر طاقاتها، وعند الطوارئ تراها وقد زاد إنتاجها إلى عشرة أمثالها، واستبصار المؤمن لهذه الحقيقة يعطيه الأمان والسكينة، ونراه عند الطوارئ النفسية فرحاً مستبشراً، وبصبره تزداد طاقة إنتاجه، والنتيجة: (إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ) الأنفال

✔-وقد تمَّ في السنين الأخيرة اكتشاف مادة كيميائية تفرزها خلايا المخِّ ، خاصة القشرة العليا من فصي المخِّ .، وأطلق العلماء على هذه المادة (أندورفين).، ووجدوا أن هذه المادة الكيميائية :
 تزداد في دم الإنسان كلما زاد صبره على الآلام المختلفة ، وكلما زادت إرادته في إنجاز عمل خاص .
وأن هذه المادة الكيميائية تعين الإنسان على وقف الألم ، وعلى زيادة التحمل ، وعلى استقرار طاقات الإنسان وهو يواجه الصعوبات والمخاطر.، ولذا أطلقوا عليها وصف ( أفيونات المخِّ ) .
 وتفرز هذه المادة مجاناً بدون مقابل ، إلا مقابل الصبر ، وتأكيد الإرادة ، والاستعانة بالقدرة على التحمِّل .
وكلما زاد الصبر ؛ وجد أطباء التحليل زيــــادة
مادة ( الأندورفين ) في الدم ، وهذا إعجاز للخالق العظيم الذي وعد الصابرين بدرجات من النعيم ، وتتعدد طاقاتهم نتيجة زيادة إمدادهم بهذه المواد الكيميائية قدر صبرهم ، والتوكل الحقِّ على القوي القادر المتين.
ولننظر إلى جمال الآية القرآنية .... للمؤمنين العالمين ، 
وقدرة خالقهم العظيم على إمدادهم بالنصــــر والفــــوز ، يقولـــون  :
{رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا }
وهذه الكلمات تدل دلالة واضحة على أن الصبر :
 مادة كيميائية ".
وهى تأتي من أعلى طاقات الإنسان العصبية ، وتفرغ عليه عوناً من عند الله ، الخالق ، البــارئ ، المصـــــوِّر ، المعين : رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا }
ويكون الناتج ثبــــــات الإنســــان المؤمن  : وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا
وتكــون الجـائزة ...:
 وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ

➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
✍🏼 - لفضيلة الشيخ/ فوزى محمد أبوزيد

الاثنين، 7 أبريل 2025

الصبر شفاء من أمراض العص

🌵 الصبر شفاء من أمراض العصر🌵
⚱➖➖➖➖➖➖➖➖➖⚱
♨️--  العصر الذي نحن فيه الآن امتلأ بالمشكلات التى لا عد لها ولا حصر لها، مشكلات نفسية، ومشكلات جسدية، ومشكلات في الأرزاق والدخول والأقوات، ومشكلات في تربية الأولاد، ومشكلات في كيفية الحياة السعيدة الرشيدة مع الزوجات ويكون بينهم مودة ورحمة، ومشاكل مع الجيران، ومشاكل مع الرفقاء في العمل، مشاكل كلها نعجز عن حصرها لا تُعد ولا تُحد.
👈    -- كيف ينجو الإنسان من هذه المشكلات والمعضلات بدون تأثيرٍ سيء على نفسه، أو على جسمه، أو على حسِّه، ويعيش مطمئن البال هانئ النفس مع الله عز وجل؟ فهذه الروشتة القرآنية وخطابها للمؤمنين كأنها خاصة بنا جماعة الإيمان بالله ورسوله.
إذا سمعت الله عزوجل يقول:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا }فاعلم أن الله عز وجل يخاطبك، فارعى لها سمعك، واستحضر ذهنك، وصفِّ قلبك، واسمع لله وهو يخاطبك وقل: لبيك اللهم لبيك، ماذا تريد مني يا إلهي؟. ...  { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ } نحتاج إلى صنفين من الدواء لا ثالث لهما، لدقة كلام اللطيف الخبير عز وجل ، لا يُسطِّر روشتة فيها عشرة أصناف، لكن صنفين إثنين فقط: الصبر والصلاة، وقد بيَّن الإمام علي بن أبي طالب رضى الله عنه أهمية الصبر مع الإيمان، فيقول:
{ الصَّبْرَ مِنَ الإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ  }
🗣  -- هل يستطيع الجسد أن يعيش بغير رأس؟! لا !!!كذلك لا يستطيع المؤمن أن يعيش في الدنيا في أهوالها ومشاكلها بدون صبر، وإذا كان الله عز وجل يخاطب أعزَّ أنبيائه وأكرم رُسله مراتٍ كثيرة في كتاب الله يأمره بالصبر، حتى قال له في إحداها:
( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ) (35الأحقاف) ... أى انظر إلى أُولي العزم من الأنبياء الذين تعرضوا لمشاقٍ ومكابداتٍ في الدعوة إلى الله من أممهم وكيف كان صبرهم، وأنت بمفردك تصبر صبراً يساوي صبر جميعهم!! انظر إلى تكليف الله عزوجل لحبيبه ومصطفاه.
🌵   --  كيف أصبر؟ ...{ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ} (127النحل) ....
اطلب المعونة من الله، واستمد العون من الله حتى تبلغ المقام في الصبر الذي كلفك به الله عزوجل، لأن أي إنسان مهما كانت قدراته وطاقته عاجزٌ عن فعل أي شيءٍ في الكون بنفسه بدون معونة الله ورعاية الله ومدد الله وتوفيق الله.
واللهِ يا أحبة لا يستطيع أحدٌ أن يرفع يداً أو يُحرِّك أصبعاً ولا يرمش له طرف ولا تنتقل قدماه إلا إذا أعانه ربه على ذلك وقوَّاه؟
فلا بد للإنسان أن يستمد العون ممن يقول للشيء كن فيكون.
ولذلك المؤمن دائماً وأبداً جسمه في الكون مع خلق الله، وقلبه مُعلقٌ بمولاه، دائماً وأبداً يستمد منه عطاياه، يتنزَّل له فيه بالسكينة، ويُنزل له فيه الطمأنينة، ويغشاه فيه بالرحمة، ويتنزَّل له فيه بالعلم والحلم وما لا يُعد من عطايا الله، ولكنها تحتاج أن يكون
🌖   -- الإنسان قلبه دوماً مُعلقٌ بمولاه عزوجل، وانظر إلى تربية الله لأنبيائه ورُسله، يقول الله عزوجل لموسى كليم الله في بعض الآثار:
{ يا موسى اسألني كل شيء حتى ملح عجينك – وروى– فى شسع نعلك وعلف دابتك }، { فقال يا رب إنه ليعرض لي الحاجة من الدنيا – يقصد قضاء حاجته- فأستحي أن أسألك! قال سلني حتى ملح عجينك وعلف حمارك }
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
✍🏼 - لفضيلة الشيخ/ فوزى محمد أبوزيد
➿➿➿➿➿➿➿➿➿➿➿
صبر أهل السعادة

🍁 { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (10 الزمر)
يوفيهم الله تعالى أجورهم ولا شأن لهم بالحساب الذى ينشغل به كل الناس! لماذا؟ لأنهم هم الصابرون ... والصابرون من هم؟ ... هم على ثلاث أصناف!
🍀- الصنف الأول للصابرين .. هم الذين صبروا فى الدنيا على البلاء كما أخبر سيد الرسل والأنبياء عن أهل السعادة يوم اللقاء بعد أن وصموا فى الدنيا بأنهم من أهل التعب والشقاء والإبتلاء ... ! وهم من قال فيهم الله:
{ يُؤْتَى اهْلِ البَلاءِ فَلا يُنْصَبُ لَهُمْ مِيزَانٌ، ولا يُنْصَبُ لَهُمْ دِيوَانٌ، فَيُصَبُّ عَلَيْهِمُ أَلاجْرُ صَبّاً، حتَّى إِنَّ أَهْلَ العَافِيَةِ لَيَتَمَنَّوْنَ في المَوَاقِفِ أَنَّ أَجْسَادَهُم قُرِضَتْ بالمَقَارِيضِ مِنْ حُسْنِ ثَوابِ الله لَهُمْ }(رواه الطبراني في الكبير، وفيه مُجَّاعة بن الزبير، وثقه أحمد وضعفه الدارقطني، مجمع الزوائد)
🍀- فعموما أهل البلاء ما داموا لم يخرجهم البلاء إلى غضب الله وعصيان الله فهم أول من يدخلون الجنة بغير حساب.... ولذلك فمن أجمل بشريات بركة الإبتلاء والإختبار على المسلم أنه لما نزلت قول الله تعالى:
{ لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ }( 123النساء)، قال أبوبكر رضى الله عنه { يا رسول الله إنا لنجازى بكل سوء نعمله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يرحمك الله يا أبا بكر ألست تنصَب (تتعب)؟ ألست تحزن؟ ألست تصيبك اللأواء؟ فهذا ما تجزون به } .(ن أبي بكر بن أبي زهير الثقفي مسند الإمام أحمد)
🍀- وقد ورد أنه ذهب صلى الله عليه وسلم يزور مسلماً يحتضر فبكى الرجل، فسأله صلى الله عليه وسلم ، قال الرجل أنه يخاف النار! فقال صلى الله عليه وسلم:ألم تشكو الحُمّى قط؟ قال: بلى أصابتنى مرة واحدة، قال له صلى الله عليه وسلم أبشر:
{ الْحُمَّى كِيرٌ مِنْ جَهَنَّمَ وَهِيَ نَصِيبُ الْمُؤْمِنِ مِنَ النَّارِ }(طب  عن أَبي ريحانَةَ رضيَ اللَّهُ عنهُ.، جامع المسانيد والمراسيل)

🍁فضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد

🌹.. بَرْنامَج بالقُرْآن نحْيًا 🌹
➖➖➖➖➖➖➖➖➖📩
                                  ┓━━━➖➖➖━━━┏
👈...  الحلقة  10     ♦️الصبر دليل على صدق الإيمان ♦️
                                  ┛━━━➖➖➖━━━┗
⚜--  وجَّهنا الله عزوجل إلى الصبر، وجعل الصبر هو الدليل على صدق الإيمان وصحِّة التقوى، والبرهان على تعلق المرء بالله عزوجل .
، فبيَّن الله عزوجل أهم سلاحٍ لجهاد الأعداء، أو جهاد النفس، أو الجهاد في السعي على الرزق، أو جهاد أخلاق الخلق وتعاملات الناس، هذا هو السلاح الذي أنزله ربنا لنا أجمعين، فقال الله عزوجل:{ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} (65الأنفال) فيكون الواحد بعشرة.
⚜    -- القوى الربانية التي أودعها فيك رب البرية لا يعمل منها إلا جزء قليل
، فمثلاً القشرة المُخية التي في مخ الإنسان والتي فيها الذكاء وفيها المهارات وفيها القدرات وفيها الخيال وفيها التصور ... لايوجد أحدٌ في الخلق أجمعين حتى كبار المخترعين والمكتشفين يعمل بأكثر من جزء يسير من الطاقة التي أودعها له الله في هذه القشرة المخية، والباقي متروك .... وهكذا كل أعضاء الإنسان فيها طاقات وقدرات لا يطلقها كاملة إلا الإيمان والصبر الذي ذكره الرحمن، فمن يحارب بظروفه العادية فيكون مِثلُه مِثلَ أي شخص مثله، أو على الأكثر يكون بإثنين، لكن إذا صبر، والصبر كان عن يقين، وملأ تجاويف القلب اعتماداً واتكالاً على رب العالمين، فيكون الواحد بعشرة .... !!! ...
⚜ --  والعلماء في هذا الزمان، قالوا: كيف هذا الأمر؟ فقالوا بعد عدة أبحاث علمية: أن الإنسان عندما يتجمَّل بخُلق الصبر فإن الجسم يفرز مادة كيميائية اسمها الأندروفين وهي تقوِّي القدرات الجسمانية للإنسان وتجعل طاقة الإنسان قدر طاقته الفعلية عشر مرات على الأقل، وهذا الكلام في عصر النبوة.
سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب لفتح خيبر ومعه المؤمنون ... ويحكى التاريخ ..
⚜-- كان أهل خيبر متحصنين بأسوار، ولم يستطع المسلمون اقتحام الأسوار ولا يفتحون الباب، والليل قد حلَّ، فتوقفوا عن المعركة إلى الصباح، فقال صلى الله عليه وسلم :{ لأَدْفَعَنَّ الرَّايَةَ غَدًا إِلَى رَجُلٍ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، وَيُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ، قَالَ عُمَرُ: فَمَا أَحْبَبْتُ الإِمَارَةَ قَطُّ إِلا يَوْمَئِذٍ }  ......{ وفي الصباح أَرْسَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضى الله عنه، فَقِيلَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّهُ أَرْمَدُ، فَجِئْ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَبَصَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي عَيْنَيْهِ، ثُمَّ أَعْطَاهُ الرَّايَةَ، فَكَانَ الْفَتْحُ عَلَى يَدَيْهِ } .
ودخل الإمام على باب الحصن وأخذ يضرب بسيفه حتى تحطَّم سيفه، وكان مشهوراً أنه يضرب بسيفين، اليمين فيها سيفٌ واليسار فيها سيفٌ، وهذا لم يكن إلا لصناديد المقاتلين، وكانوا قِلَّة، حتى استطاع فتح الحصن، لكنه لم يستطع أن يلج - لم يدخله - فتكاثر عليه الأعداء وأرادوا قتله، كيف يحتمي منهم؟ فأمسك بباب الحصن وخلعه وتحصَّن به من ضربات هؤلاء اليهود ... وجعل المسلمين يدخلون من تحت الباب إلى الحصن، وفتح الله عزوجل على المؤمنين بسرِّ ذلك، وبعد انتهاء المعركة وضع الباب!! وتحكي كتب السير أنه أراد أربعون وقيل سبعون رجلاً أن يحركُّوا الباب من مكانه فلم يستطيعوا، فكيف كان يحمله ويتحصَّن به؟! لكي تعرف أنك معك قوة إلهية ربانية وتحتاج إلى صدق الإيمان والصبر كما أمر الرحمن عزوجل.
🌵 --  إذا وصلت إلى ذلك فتكون القوى التي معك ستعمل بالكفاءة العالية التي خلقها الله عزوجل ، وتكون قوتك أضعاف أضعاف قوتك في الحالة العادية، وهذا سرٌ من أسرار الألوهية كشفه الله عزوجل في هذه الآية القرآنية العظيمة.
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
✍🏼 - لفضيلة الشيخ/ فوزى محمد أبوزيد
➿➿➿➿➿➿➿➿➿➿➿-

الاثنين، 25 نوفمبر 2024

جيل النصر المنشود

☀ جيل النصر المنشود ☀
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
🔹️-  قد يجد الإنسان نفسه في حيرة شديدة إذا نظر إلى أحوال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف تجلت فيهم العبقرية في كل مجال سلكوه، وفي كل باب ولجوه، حتى أنك لا تجد في الوجود كله قديماً وحديثاً من يضاهي حُكامهم وأحكامهم في العدل والمساواة مع الرحمة والرقة والشفقة لجميع خلق الله، 
🔹️- ولا من يماثل قادتهم في التدبير والتخطيط لخوض المعارك، والنجدة والشجاعة أثناءها،  بل يقف العالم كله دهشاً حائراً وهو ينظر إلى القمم العالية منهم في القضاء،  والتي عزَّ أن يكون لها نظير في السابقين أو المعاصرين أو اللاحقين.
🔹️- وهكذا الأمر فيهم جميعاً في كل أحوالهم!!! 
فإذا نظرنا بعين فاحصة متلمسين أسباب ذلك، 
نجد أنها تنحصر في سبب جامع واحد هو التربية القرآنية النبوية.
فلقد كان لتربية النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه الفضل الأكبر في تفجير طاقاتهم، 
وإظهار عبقرياتهم، وتفرد نبوغهم ؛ مع إكسابهم عظيم الخلال وجميل الصفات، 
🔹️- فبرزوا بهذا الجمال الذي ليس له مثال.
ولو رجعنا إلى الصفحات المضيئة في تاريخنا، لوجدنا وراء ذلك كله
التربية الإسلامية التي قام بها رجال تربوا على مائدة القرآن، 
واقتدوا في سلوكهم وكل أحوالهم بالنبي العدنان، وصحابته عليهم سحائب الرضوان.
بينما نجد المواقف التي يتخلى فيها النصر والعزة للمسلمين 
ترجع إلى تخلي المسلمين في هذا الوقت والآن عن التربية القرآنية، وانشغالهم بالكلية بالدنيا الدنية.
ولذا نستطيع أن نقول باطمئنان تام .. وثقة كاملة .. أن المسلمين المعاصرين 
🔹️- رغم الصحوة الإسلامية الظاهرة في الشكل والمظهر، والفضائيات الدينية، 
والصحف والمجلات الإسلامية، وكثرة المعروض من الكتب الدينية، 
والتنظيمات الكثيرة التي تنتسب إلى الإسلام، 
فإن المسلمين الآن لن يعودوا إلى مجد السلف الصالح وعزتهم، وتظهر مواهبهم، وتنفتق قدراتهم 
إلا إذا رجعوا إلى مناهج التربية النبوية، وطبقوها بما يتناسب مع حياتهم المعاصرة 
بدون شذوذ وتجاوز عن الحد أو تقصير؛ 
بذلك ... وبهذه التربية يستطيعون أن يكونوا جيل النصر المنشود.
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
💎 لفضيـــلة الشيـــخ / فوزي محمد أبوزيــــــد