بين يدي كتاب في الغلو (مظاهره، أسبابه، علاجه) تأليف محمد بن ناصر العريني، وقدم له صاحب الفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء مثنياً على الكتاب، وجاء في تقديمه ما نصه: (ثم جاء كتاب أخينا الشيخ محمد الناصر العرين: (الغلو، مظاهره، أسبابه، علاجه) شافياً في هذا الموضوع لأنه صادر عن تجربة مع الشباب الذين ناقشهم في انحرافاتهم الفكرية فهدى الله من شاء له الهداية منهم، والوقاية خير من العلاج) ا-هـ حفظه الله.
وذكر المؤلف في مقدمته أنه تيسر له بفضل الله أن التقى بعدد من الشباب الذين ابتلوا ببدعة الخوارج (الغلو في الدين) تكفير المسلمين بالمعاصي مما جعلهم يقدمون على أعمال مؤسفة ليست من الإسلام في شيء وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً... الخ كلامه - حفظه الله -.
ودعا الله في ختام مقدمته أن ينفع بهذا الكتاب من وصل إليه، ويجزل الأجر والمثوبة لكل مَنْ ساعد على طبعه ونشره بين المسلمين، سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يجعل العمل خالصاً لوجهه الكريم.
وقد قسم المؤلف كتابه إلى ثلاثة أقسام:
1) فالقسم الأول تحدث فيه المؤلف عن الغلو ومظاهره ويتبين ذلك في ذكره لعدد من أحوال العلماء الربانيين كابن القيم وابن باز، ذاكراً ما لهما من أقوال حول الغلو وكيف يظهر ويكون في الإنسان، مستشهداً بما جاء في كتاب الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، مؤكداً على أن الشريعة الإسلامية ترفض مبدأ الغلو في الدين لأنه يُفضي إلى الخروج عن صراط الله المستقيم ويدعو إلى الكفر والضلال والافتراء على الله، قال عزَّ وجلَّ: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ..} (171) سورة النساء.
والنهي لأهل الكتاب نهي لنا لأن الغلو في الدين أمر مذموم لكل من اتبع رسالات أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام، فقولُه سبحانه وتعالى {لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ} دليل على أن الغلو محرم في الدين لأن النهي للتحريم بل من أشد المحرمات لما يفضي إليه من كثير من المحرمات....).
ثم ذكر المؤلف عدة أسباب للغلو من ذلك ما جاء في أقوال شاب - هداه الله للطريق المستقيم وعاد إلى رشده - حيث ذكر من الأسباب التي دعته إلى الغلو في الدين:
1) مجالسة طلبة العلم المتشددين الذين ينتقصون العلماء الراسخين في العلم ويعظمون أناساً ليسوا من العلماء بل من المنتسبين للعلم.
2) الذهاب إلى أفغانستان وقراءة بعض الكتب التي تدعو إلى الغلو وتحبذه سواء بطريق مباشر أو غير مباشر.
3) ترك دروس العلماء الربانيين كابن عثيمين - رحمه الله - وسواه من ممن يؤخذ عنهم العلم الصحيح الشرعي وفق ما جاء في كتاب الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة الصالح.
4) مصاحبة عدد ممن يتصفون بالشدة والغلو في دين الله خاصة في مسائل التكفير وليس لديهم علم راسخ في دين الله وإنما قدوتهم أئمة جهلة غارقون في التشدد والغلو ثم تحدث المؤلف في القسم الثالث من الكتاب عن العلاج لهذا الداء الخطير (الغلو)، ذاكراً من ذلك:
أ - التمسك بالكتاب والسُّنَّة الصحيحة قولاً وعملاً واعتقاداً على فهم السلف الصالح.
ب - الفقه في دين الله على أيدي العلماء الراسخين في العلم المعروفين بالزهد والورع والتقوى.
ج - سلوك منهج السلف الصالح لهذه الأمة الذي عليه خيار الناس لا غلو ولا جفاء أمة وسطاً وعدم مفارقة الجماعة وإمامهم، قال عليه الصلاة والسلام في حديث حذيفة بن اليمان: (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم).
د - الحذر من أصحاب التوجهات المنحرفة والأفكار الضالة الدخيلة على بلادنا ومحاربة تلك الدعوات والأفكار المثيرة للفتن بين الناس.
ثم ختم المؤلف كتابه بكلمة قيمة وضافية لفضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء تضمنت كثيراً من التعريفات والإيضاح لما يُسمى بالتكفير إلى إيضاح بعض آراء الفرق الضالة بشأن الغلو وما يتعلق به وبيان بطلانه وحرمته بسبب ما يفضي إليه من الأعمال المحرمة التي تضر بالدين والأمة والبلاد.
ثم عقَّب المؤلف - وفقه الله - على كلامه السابق حول الغلو بما يتعلق بالفرق والجماعات والأحزاب التي جدت في هذا العصر وأصبحت دخيلة على بلادنا - حرسها الله من كل سوء - مدللاً على كلامه بذكر عدد من أقوال العلماء - رحمهم الله - في تلك الفرق وبيان أحوالها وحكم الإسلام عليها.
ودعا المؤلف الجميع بأن يكونوا على قدر المسؤولية تجاه هذا الوطن الغالي (المملكة العربية السعودية بلد الإسلام قبلة المسلمين)، مؤكداً على التعاون مع مَنْ ولاهم الله سبحانه وتعالى أمرنا قصداً للحفاظ على هذا الأمن الذي نعيشه ويحسدنا عليه الجميع سواء قربوا أم بعدوا. ولا أنسى أن الكتاب في طبعته الثانية التي تصدر قريباً - بإذن الله - ستحظى بكلمة قيمة وشاملة بقلم صاحب السماحة رئيس مجلس القضاء الأعلى الشيخ صالح بن محمد اللحيدان حيث تضمنت تحديد مفهوم الغلو وماذا يعني في العصر الحاضر حيث اطلع سماحته على النسخة الموجودة وأثنى عليها.. فدعوة صادقة إلى قراءة هذا الكتاب والتمعن لما جاء فيه حول هذا الداء الخطير الغلو وما يترتب عليه من مخاطر فكرية تمس أمن الوطن وحياة الآخرين.
والله أسأل أن يجزي المؤلف محمد بن ناصر العريني خير الجزاء على ما بذله من جهد طيب مبارك حينما أعد هذا الكتاب في موضوع مهم يفضي إلى مضار كبيرة تمس حياة المسلم وتؤدي إلى شر فتنة في عصر تلاطمت فيه الفتن وكثرت وجرت كثيراً من الويلات على أمم وبلاد آمنة، وأزهقت كثيراً من أرواح بريئة ودمرت ممتلكات محترمة، ودبَّ بسببها الفزع والهلع في نفوس الكثيرين.
حمى الله بلادنا العزيزة من كل مكروه وأدام عليها الأمن والأمان في ظل قيادتها الرشيدة بتوجيهات قائد المسيرة ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - طول الله في عمره - وسمو ولي عهده الأمين ورجال الحكومة الأوفياء وكل مخلص من أبناء الوطن. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
محمد بن يسكيت النويصر
مدير المعهد العلمي في محافظة الرس
نقلاً عن: صحيفة الجزيرة السعودية الاربعاء 21 ذو الحجة 1427 العدد 12522
__________________
وذكر المؤلف في مقدمته أنه تيسر له بفضل الله أن التقى بعدد من الشباب الذين ابتلوا ببدعة الخوارج (الغلو في الدين) تكفير المسلمين بالمعاصي مما جعلهم يقدمون على أعمال مؤسفة ليست من الإسلام في شيء وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً... الخ كلامه - حفظه الله -.
ودعا الله في ختام مقدمته أن ينفع بهذا الكتاب من وصل إليه، ويجزل الأجر والمثوبة لكل مَنْ ساعد على طبعه ونشره بين المسلمين، سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يجعل العمل خالصاً لوجهه الكريم.
وقد قسم المؤلف كتابه إلى ثلاثة أقسام:
1) فالقسم الأول تحدث فيه المؤلف عن الغلو ومظاهره ويتبين ذلك في ذكره لعدد من أحوال العلماء الربانيين كابن القيم وابن باز، ذاكراً ما لهما من أقوال حول الغلو وكيف يظهر ويكون في الإنسان، مستشهداً بما جاء في كتاب الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، مؤكداً على أن الشريعة الإسلامية ترفض مبدأ الغلو في الدين لأنه يُفضي إلى الخروج عن صراط الله المستقيم ويدعو إلى الكفر والضلال والافتراء على الله، قال عزَّ وجلَّ: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ..} (171) سورة النساء.
والنهي لأهل الكتاب نهي لنا لأن الغلو في الدين أمر مذموم لكل من اتبع رسالات أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام، فقولُه سبحانه وتعالى {لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ} دليل على أن الغلو محرم في الدين لأن النهي للتحريم بل من أشد المحرمات لما يفضي إليه من كثير من المحرمات....).
ثم ذكر المؤلف عدة أسباب للغلو من ذلك ما جاء في أقوال شاب - هداه الله للطريق المستقيم وعاد إلى رشده - حيث ذكر من الأسباب التي دعته إلى الغلو في الدين:
1) مجالسة طلبة العلم المتشددين الذين ينتقصون العلماء الراسخين في العلم ويعظمون أناساً ليسوا من العلماء بل من المنتسبين للعلم.
2) الذهاب إلى أفغانستان وقراءة بعض الكتب التي تدعو إلى الغلو وتحبذه سواء بطريق مباشر أو غير مباشر.
3) ترك دروس العلماء الربانيين كابن عثيمين - رحمه الله - وسواه من ممن يؤخذ عنهم العلم الصحيح الشرعي وفق ما جاء في كتاب الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة الصالح.
4) مصاحبة عدد ممن يتصفون بالشدة والغلو في دين الله خاصة في مسائل التكفير وليس لديهم علم راسخ في دين الله وإنما قدوتهم أئمة جهلة غارقون في التشدد والغلو ثم تحدث المؤلف في القسم الثالث من الكتاب عن العلاج لهذا الداء الخطير (الغلو)، ذاكراً من ذلك:
أ - التمسك بالكتاب والسُّنَّة الصحيحة قولاً وعملاً واعتقاداً على فهم السلف الصالح.
ب - الفقه في دين الله على أيدي العلماء الراسخين في العلم المعروفين بالزهد والورع والتقوى.
ج - سلوك منهج السلف الصالح لهذه الأمة الذي عليه خيار الناس لا غلو ولا جفاء أمة وسطاً وعدم مفارقة الجماعة وإمامهم، قال عليه الصلاة والسلام في حديث حذيفة بن اليمان: (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم).
د - الحذر من أصحاب التوجهات المنحرفة والأفكار الضالة الدخيلة على بلادنا ومحاربة تلك الدعوات والأفكار المثيرة للفتن بين الناس.
ثم ختم المؤلف كتابه بكلمة قيمة وضافية لفضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء تضمنت كثيراً من التعريفات والإيضاح لما يُسمى بالتكفير إلى إيضاح بعض آراء الفرق الضالة بشأن الغلو وما يتعلق به وبيان بطلانه وحرمته بسبب ما يفضي إليه من الأعمال المحرمة التي تضر بالدين والأمة والبلاد.
ثم عقَّب المؤلف - وفقه الله - على كلامه السابق حول الغلو بما يتعلق بالفرق والجماعات والأحزاب التي جدت في هذا العصر وأصبحت دخيلة على بلادنا - حرسها الله من كل سوء - مدللاً على كلامه بذكر عدد من أقوال العلماء - رحمهم الله - في تلك الفرق وبيان أحوالها وحكم الإسلام عليها.
ودعا المؤلف الجميع بأن يكونوا على قدر المسؤولية تجاه هذا الوطن الغالي (المملكة العربية السعودية بلد الإسلام قبلة المسلمين)، مؤكداً على التعاون مع مَنْ ولاهم الله سبحانه وتعالى أمرنا قصداً للحفاظ على هذا الأمن الذي نعيشه ويحسدنا عليه الجميع سواء قربوا أم بعدوا. ولا أنسى أن الكتاب في طبعته الثانية التي تصدر قريباً - بإذن الله - ستحظى بكلمة قيمة وشاملة بقلم صاحب السماحة رئيس مجلس القضاء الأعلى الشيخ صالح بن محمد اللحيدان حيث تضمنت تحديد مفهوم الغلو وماذا يعني في العصر الحاضر حيث اطلع سماحته على النسخة الموجودة وأثنى عليها.. فدعوة صادقة إلى قراءة هذا الكتاب والتمعن لما جاء فيه حول هذا الداء الخطير الغلو وما يترتب عليه من مخاطر فكرية تمس أمن الوطن وحياة الآخرين.
والله أسأل أن يجزي المؤلف محمد بن ناصر العريني خير الجزاء على ما بذله من جهد طيب مبارك حينما أعد هذا الكتاب في موضوع مهم يفضي إلى مضار كبيرة تمس حياة المسلم وتؤدي إلى شر فتنة في عصر تلاطمت فيه الفتن وكثرت وجرت كثيراً من الويلات على أمم وبلاد آمنة، وأزهقت كثيراً من أرواح بريئة ودمرت ممتلكات محترمة، ودبَّ بسببها الفزع والهلع في نفوس الكثيرين.
حمى الله بلادنا العزيزة من كل مكروه وأدام عليها الأمن والأمان في ظل قيادتها الرشيدة بتوجيهات قائد المسيرة ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - طول الله في عمره - وسمو ولي عهده الأمين ورجال الحكومة الأوفياء وكل مخلص من أبناء الوطن. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
محمد بن يسكيت النويصر
مدير المعهد العلمي في محافظة الرس
نقلاً عن: صحيفة الجزيرة السعودية الاربعاء 21 ذو الحجة 1427 العدد 12522
__________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق