الشيخ فوزى محمد أبوزيد
المفكر الإسلامى الكبير
و العالم العامل
فضيلة الشيخ /فوزى محمد أبوزيد
عالم من علماء الأزهر الشريف
نذر حياته وأوقف وقته وجهده وماله لله تعالى
يدعو إلى الله على بصيرة بالحكمة والموعظة
الحسنة
علم من أعلام الدعوةإلى الله تعالى فى القرن الحادى والعشرين ،وواحد من العلماء السائرين على منهاج النبى صلى الله عليه والمتمسكين بسنته والمجددين لفهم أمور الدين بما يناسب ما جد فى هذا العصر من آفات وأمراض ,على منهج أهل السنة والجماعة وعلى نهج الصحابة الكرام ،
ومربى فاضل له تلاميذ فى جميع بلاد العالم
يربى تلاميذه وأبنائه تربية نبوية
على أساس الحب في الله وتقريب الخلق إلى الله
والتزام الوسطية الإسلامية المنصفة والاعتدال في الدعوة .حسن الظن بأهل القبلة واحترامهم فرادى وجماعات سلفاً وخلفاً التماس العذر في الخلافات الفرعية والبعد عن الفتن والشكليات
تقديم الأهم واغتنام الممكن ، وبذل الجهد المستطاع نصحاً وفقا لقواعد الكتاب والسنة، وحفظ حقوق السلف الصالح.إصلاح الفرد المسلم، والبيت المسلم، والمجتمع المسلم، بالعودة إلى
ربانية الإسلام .والتفاهم والصفح والمسالمة والبشاشة
تحدث عن آفات هذا العصر
أول هذه الأدواء داء العصبية!! إن كانت عصبية
للرأي، أو عصبية لدِين، أو عصبية لمذهب، أو
عصبية لشيخ، أو عصبية لوطن، أو عصبية لنسب،
عصبية لجماعة. فقد قضى الإسلام على العصبية
في شتَّى صورها وكافة أشكالها،
وقال الله عزَّ وجلَّ للمؤمنين في شأنها: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾ [103آل عمران]، وقال الله تعالى في شأن الخلق أجمعين: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ [92الأنبياء]. وقال صلى الله عليه وسلم – فيما كان حادثاً في عصره وزمانه من العصبيات العائلية والقَبَلية وغيرها: {لَيْسَ مِنَّا مَنْ دَعَا إِلَى عَصَبِيَّةٍ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ قَاتَلَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ مَاتَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ} (سنن أبي داود والبيهقي عن جبير بن مطعم رضي الله عنه)
دعــــــــــــــــوته
- يدعو إلى نبذ التعصب والخلافات بين المسلمين
ويرى ( رضى الله عنه ) أن من أسباب الاختلافات بين المسلمين راجع إلى أن بعض العلماء يتعصبون لأفكارهم وأرائهم رغم مخالفتها إجماع المسلمين ويشغلوا المسلمين بالخلافات الفرعية التى تسبب النزاعات والاختلافات وتطلع بعضهم إلى الدنيا فيوهمون المسلمين بأنهم نافعون ومن خالفهم يقع فى المشاكل والمصائب لأخذ أموالهم ولطمعهم يوقعون العامة فى بعض العلماء والأتقياء والصالحين فتحصل التفرقة بين جماعة المسلمين
لذا يرى ( رضى الله عنه) أن اختلاف الآراء والأفكار بين المناهج الإسلامية كجماعة الأخوان المسلمين ، والجماعات الإسلامية والسلفية والطرق الصوفية وترجع هذا الاختلافات إلى وسعة الإسلام التى تقتضى ذلك ولو نظرنا إلى الاختلاف نجده فى فروع الدين وليس من الأساسيات
لأن هذه المناهج تتفق فى الكليات دون النظر إلى الجزئيات فمثلاً الكل يجتمع على عقيدة التوحيد وهى توحيد الله وعبادته وحده ورسولهم واحد صلى الله عليه وسلم ودينهم واحد الإسلام وعبادتهم واحدة الله وقبلتهم واحدة و وقرآنهم واحد وأركان الإسلام واحد وإيمانهم واحد
فأين الاختلافات إذافقط فى فروع الدين. واختلافات العلماء رحمة وأن الاختلافات لا تفسد للود قضية " إنما المؤمنون أخوه "
منهج مدرسته التربوية
1- تنقية القلوب :
أن أساس التربية عند الأنبياء والمرسلين والعلماء والصالحين هو تنقية قلوب أحبابهم ، وأن الذى يريد إصلاح فرد يبدأ بإصلاح قلبه ، وإصلاح القلوب هى الغاية العظمى من بعثة الأنبياء والمرسلين والصالحين إلى يوم الدين وأن أول شىء فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المدينة قبل الفرائض نقى قلوب أصحابة وطهر الصدور من أمراض الأحقاد والأحساد والغل والشح والطمع والحرص والأثرة والأنانية ومن حب الدنيا والتكبر على الخلق واحتقارهم
وهنا يأتى دور الأنبياء والمرسلين والصالحين فى تطهير قلوب أحبابهم من الأمراض ويضعون فيها الرحمة والشفقة والتواضع والإثار والحب
ويرى ( رضى الله عنه ) أن سعادة الفرض وسلامة المجتمع لا تتحقق إلا بتطهير القلوب من الأمراضها
والقلب كما عرفة ( رضى الله عنه ) هو الحقيقة النورانية التى هى محل الإيمان ومحل تنزلات جمالات الله والهامات الله وأنوار سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فالقلب هو الحقيقة الربانية فى الإنسان من عالم الملكوت ولذلك هو يدرك ما جاء من عالم الملكوت من معانى القرآن وبيان النبى العدنان والغيوب التى تحدث عنها ولا تراها العينان ، فالقلب النورانى الذى يقبل كلام الله لكن الكافرين ليس لهم قلوب ولا يملكون هذا القلب لذلك لا يدركون الإيمان
" إن فى ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد "
من هنا بدأت أهمية الاهتمام بالقلب لأنه هو الأساس فى تركيب الإنسان
2- تزكية النفوس :
يقوم ( رضى الله عنه ) بتربية أحبابه التربية المثالية والأخذ بأيديهم ليكونوا أناس أسوياء فى الحياة كالطبيب الرفيق الذى ينتزع الداء برفق ولين وحكمة وأن تزكية النفوس بالحال لا بالدروس
ويرى أن النفس هى القوى التى تهيمن على القوى الغذائية وعلى القوى الحيوانية وعلى القوى الشهوانية وعلى القوى الغضبية وعلى القوى السبعيه فالنفس هى مجموعة القوى التى تحرك كل ما فى الإنسان ، لكن شكلها وهيئتها وحقيقتها لا يعلمها إلا من يقول للشىء كن فيكون ، النفس جوهرة مشرقة على البدن وقسم ( رضى الله عنه ) أنواع النفوس ووصفها : ويبدأ رضى الله عنه فى شرح أنواع النفوس فيقول : أن النفس ليس واحدة وإنما هى نفوس متعددة كل نفس تسوق الإنسان إلى ما يلائمها فكل نفس حسب احتياجات الجسد فإن تركها الإنسان لهواه أهلكته وأن جعل الشرع حصن لها يأتى بنفعها : وأول النفوس :
1- النفس الجمادية : وهى تدعو الإنسان إلى الراحة والدعة والخمول والجمود وهى أشد النفوس خطراً لأنها تجمد حركة الإنسان واذا سلم لها الانسان اهمل الجهاد و الأعمال الصالحة و تترك الرقى وجهادها يكون باليقظه والاسراع الى العمل
2- النفس النباتية : هى التى يتم بها تدبير الغذاء للجسم وهى التى تجعل الإنسان يحس بالجوع والشبع ، ويقوم بترتيب النماء فى الخلايا والأعضاء وا سلم لها الانسان قادته الى ان يكون هدفه فى الحياة الاكل والشراب
ويجهدها الانسان حتى يصل بها الى الاعتدال فى الماكل والمشرب
3- النفس الشهوانية : وهى التى تميل إلى الشهوات كالنكاح والغضب والجاه يلبس والمسكن ومنها الإيلسيه وهى تمثل الفساد وفى الأرض والمكر والخداع والفتن ويجهدها الانسان حتى يصل بها الى العفه
4- النفس الحيوانية : وهى التى تدفع الإنسان إلى غرائز الجنس ليكون التوالد ولعمارة الكون وإذا اسلم الإنسان لها قادته إلى المحرمات 0
5- النفس السبعية : وهى قوة الغضب فى الإنسان واذا سلم لها الانسان ويجهادها السالك بالهدى النبوى حتى يصل بها الى فضيلة الحلم
6- النفس الملكوتية : وهى تحث الإنسان إلى عمل الخير والبر والطاعات والمعروف
7- النفس القدسية : وهى التى يشاهد بها الإنسان عوالم الله تعالى العلوية 0
ثم تحدث رضى الله عنه عن أساس جهاد النفس
أساس جهاد النفس
- المطعم الحلال ، تحصيل العلم اللازم والعمل به ، إخلاص العمل لله ، صحبة المرشد العامل
** الوسائل المعنية على تزكية النفس :
الإقلال من الطعام ، الإقلال من الكلام ، الإقلال من مخالطة الأنام ، ذكر الله والتفكير ، الأوراد والاستغفار
** ويرى ( رضى الله عنه ) أن سعادة الفرد فى تزكية النفس ولا تنعم المجتمعات بالهدوء والسكينة إلا إذا تزكت النفوس من أمراضها كالشره والأنانية والبخل والرياء والمكر والخديعة
دورة فى حل المشكلات المعاصرة :
قال ( رضى الله عنه ) كثرت الفتن والإحن فى هذا
العصر وكثرة الفرقة بين صفوف أهل الإيمان ، حتى بلغت شدتها أنها تكاد تجعل الحليم حيراناً ومما يثير الأسى أن من قاموا بما يسمونه بالصحوة الإسلامية المعاصرة ، كان جل همهم الاهتمام بالشكليات من الدين فى الزى والمظهر ، بينما حلية الأمر والمخرج مما نحن فيه المسلمون الآن من تخلف عن الحضارة المعاصرة وضعف وفقر
لا يكون إلى بالعمل بالقرآن على المنهج الذى
كان عليه أصحاب النبى صلى الله عليه وسلك ورضى الله عنهم أجمعين ولكن منذ خلق الله الإنسان وفى بداية سكنه لهذه الدار واجهته مشاكل معنوية وأمراض نفسية وفردية وهذه المشكلات حدثت بين قابيل وهابيل وكان سببها نفسى
فكان الله يرسل نبياً لكل قوم ظهر فيهم داء ومعه
تشخيص هذا المرض والشفاء وبتطور الأزمان
ترقت البلاد وتنوعت الطبائع والعادات وتعددت الوسائل واختلفت المصالح والاحتياجات فكثرت الأدواء فى المجتمعات المصرية ، وكثرت الأمراض والعلل النفسية وظهرت الأوجاع القلبية
أنزل الله عز وجل صيدلية كامل فيها الشفاء لكل
داء على اختلاف الأنحاء والأعراف ولم يقل فيها
دواء بل قال شفاء قال تعالى ( وينزل من القرآن ما
هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) جعل القرآن شفاء
لكل داء ، وهذا الكتاب الربانى فيه من أمور الدنيا
وأمور المعايش إلا ذكرها وعدها وأمر المؤمنين أن
يكشفوها ويضعونها ولا بد لهذه الصيدلية من
طبيب عالم بالأمراض خبير بالأعراض واثق من
وصفاته الطبية ، وإذا كانت صيدلية الشفاء الربانى
القرآن فإن طبيب الصيدلية النبى العدنان صلى الله
عليه وسلموالمعلم الأول : فقد اختار الله تعالى رسوله وعلمه ورباه على عينه ولم ينسب هذا على أستاذ أو معلم فلا يكون لأحد عليه فضل أو وصاية عليه ولا على أمته ، وقال إثباتاً لهذا الشرف ( وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليه عظيماً )فقد بدأ دعوته صلى الله عليه وسلم فرداً واحداً وليس معه إلا الله ولا سلاح إلا القرآن
كان النموذج القويم فى تأسيس المجتمعات
المدنية العصرية وأسس مجتمعاً على تقوى من
الحل قضى فيه على كل المشكلات سواء كانت
مشكلات سياسية أو مشكلات اجتماعية أو
اقتصادية أو غيرها ونظم صفوف الفرد والمجتمع
ونجد أن الله أوجده فى حياته البشرية كل
المشكلات التى تحدث فى البشرية إلى يوم الدين
سواء الأفراد والمجتمعات ، وأهل الأديان والأصدقاء
والمنافقين وأصناف الكافرين والفقراء والأثرياء
وعلى مستوى المجتمعات الكبيرة والدول
والإمبراطوريات العادلة والمستبدة أوجده ربه فى
كل هذه المشاكل والمعضلات ليعالجها جميعاً فى
أمته وكانت حياتهم سعيدة وسعادةحال سلفنا الصالح فكان القرآن دستور حياة لهم وكان الآمر الناهى لهم فكان الشفاء لتنظيم جميع حركة الحياة ، وأسس النهضة العلمية والاجتماعية والسياسية وكان منهم الأطباء والحكماء والقضاة والقادة والتاريخ ملىّ بالعظماء كل هذا لأنهم ساروا على صيدلية الشفاء القرآنيةنحن الآن والحمد لله عددنا كثير والعلم بيننا عزيز وكتاب الله يتلى آناء الليل وأطراف النهار والمعاهد القرآنية كثيرة والحفاظ كثيرون لكننا نشكو من الضيق فى الأخلاق والغلاء والأمراض والمحاكم مليئة والشقاق والاختلاف والظلم والمخالفات ، إذن ما السبب فى ذلك ؟ولم يكن هذا حال سلفنا الصالح ، مع أن طبيبهم طبيباً واحد وروشتة الحياة والشفاء الربانى واحد ، ما الذى جعل حالنا يغاير حالحهم وأحوالنا تخالف أحوالهم هو أن أقبلنا على كتاب الله باللسان والأصوات الجميلة التى تبكى سامعهاً ويستمع إليها بالآذان فقط ولكن لم ننفذ ما فيه على حياتنا وجوارحنا والأركان
وقد طفى الجانب النظرى من صلاة وزكاة وحج
وصوم إلخولكن أهملنا الجانب العملى والتطبيقى ، وأصبح كل واحد يعيش على هواهفأصبح حالنا كما ترون ، هم رضى الله عنهم طبقوا كتاب الله فى حياتهم فعالج القرآن جميع المشكلات على مستوى الأفراد والمجتمعات وقام رضى الله عنه بالحلول لهذه المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية فى كتابه رضى الله عنه لمن أراد المزيد( كونوا قرآناً يمشى بين الناس )
فقدم ( رضى الله عنه ) الحلول العصرية فى هذا
الكتاب لجميع المشكلات
1- قدم منهجه العصرى فى إصلاح
الأفرادوالمجتمعات وقدم الحلول لمرض التفرقة
والاختلافات بوضع روشتة لهذه المشكلة
2- عالج حضرته جميع المشكلات التى يعانى منها
المجتمع المسلم من خلال كتاب الله وسنة
مصطفاه صل الله عليه وسلم #فوزي_محمد_أبوزيد
الشيخ فوزى محمد أبوزيد
المفكر الإسلامى الكبير
و العالم العامل
فضيلة الشيخ /فوزى محمد أبوزيد
عالم من علماء الأزهر الشريف
نذر حياته وأوقف وقته وجهده وماله لله تعالى
يدعو إلى الله على بصيرة بالحكمة والموعظة
الحسنة
علم من أعلام الدعوةإلى الله تعالى فى القرن الحادى والعشرين ،وواحد من العلماء السائرين على منهاج النبى صلى الله عليه والمتمسكين بسنته والمجددين لفهم أمور الدين بما يناسب ما جد فى هذا العصر من آفات وأمراض ,على منهج أهل السنة والجماعة وعلى نهج الصحابة الكرام ،
ومربى فاضل له تلاميذ فى جميع بلاد العالم
يربى تلاميذه وأبنائه تربية نبوية
على أساس الحب في الله وتقريب الخلق إلى الله
والتزام الوسطية الإسلامية المنصفة والاعتدال في الدعوة .حسن الظن بأهل القبلة واحترامهم فرادى وجماعات سلفاً وخلفاً التماس العذر في الخلافات الفرعية والبعد عن الفتن والشكليات
تقديم الأهم واغتنام الممكن ، وبذل الجهد المستطاع نصحاً وفقا لقواعد الكتاب والسنة، وحفظ حقوق السلف الصالح.إصلاح الفرد المسلم، والبيت المسلم، والمجتمع المسلم، بالعودة إلى
ربانية الإسلام .والتفاهم والصفح والمسالمة والبشاشة
تحدث عن آفات هذا العصر
أول هذه الأدواء داء العصبية!! إن كانت عصبية
للرأي، أو عصبية لدِين، أو عصبية لمذهب، أو
عصبية لشيخ، أو عصبية لوطن، أو عصبية لنسب،
عصبية لجماعة. فقد قضى الإسلام على العصبية
في شتَّى صورها وكافة أشكالها،
وقال الله عزَّ وجلَّ للمؤمنين في شأنها: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾ [103آل عمران]، وقال الله تعالى في شأن الخلق أجمعين: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ [92الأنبياء]. وقال صلى الله عليه وسلم – فيما كان حادثاً في عصره وزمانه من العصبيات العائلية والقَبَلية وغيرها: {لَيْسَ مِنَّا مَنْ دَعَا إِلَى عَصَبِيَّةٍ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ قَاتَلَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ مَاتَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ} (سنن أبي داود والبيهقي عن جبير بن مطعم رضي الله عنه)
دعــــــــــــــــوته
- يدعو إلى نبذ التعصب والخلافات بين المسلمين
ويرى ( رضى الله عنه ) أن من أسباب الاختلافات بين المسلمين راجع إلى أن بعض العلماء يتعصبون لأفكارهم وأرائهم رغم مخالفتها إجماع المسلمين ويشغلوا المسلمين بالخلافات الفرعية التى تسبب النزاعات والاختلافات وتطلع بعضهم إلى الدنيا فيوهمون المسلمين بأنهم نافعون ومن خالفهم يقع فى المشاكل والمصائب لأخذ أموالهم ولطمعهم يوقعون العامة فى بعض العلماء والأتقياء والصالحين فتحصل التفرقة بين جماعة المسلمين
لذا يرى ( رضى الله عنه) أن اختلاف الآراء والأفكار بين المناهج الإسلامية كجماعة الأخوان المسلمين ، والجماعات الإسلامية والسلفية والطرق الصوفية وترجع هذا الاختلافات إلى وسعة الإسلام التى تقتضى ذلك ولو نظرنا إلى الاختلاف نجده فى فروع الدين وليس من الأساسيات
لأن هذه المناهج تتفق فى الكليات دون النظر إلى الجزئيات فمثلاً الكل يجتمع على عقيدة التوحيد وهى توحيد الله وعبادته وحده ورسولهم واحد صلى الله عليه وسلم ودينهم واحد الإسلام وعبادتهم واحدة الله وقبلتهم واحدة و وقرآنهم واحد وأركان الإسلام واحد وإيمانهم واحد
فأين الاختلافات إذافقط فى فروع الدين. واختلافات العلماء رحمة وأن الاختلافات لا تفسد للود قضية " إنما المؤمنون أخوه "
منهج مدرسته التربوية
1- تنقية القلوب :
أن أساس التربية عند الأنبياء والمرسلين والعلماء والصالحين هو تنقية قلوب أحبابهم ، وأن الذى يريد إصلاح فرد يبدأ بإصلاح قلبه ، وإصلاح القلوب هى الغاية العظمى من بعثة الأنبياء والمرسلين والصالحين إلى يوم الدين وأن أول شىء فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المدينة قبل الفرائض نقى قلوب أصحابة وطهر الصدور من أمراض الأحقاد والأحساد والغل والشح والطمع والحرص والأثرة والأنانية ومن حب الدنيا والتكبر على الخلق واحتقارهم
وهنا يأتى دور الأنبياء والمرسلين والصالحين فى تطهير قلوب أحبابهم من الأمراض ويضعون فيها الرحمة والشفقة والتواضع والإثار والحب
ويرى ( رضى الله عنه ) أن سعادة الفرض وسلامة المجتمع لا تتحقق إلا بتطهير القلوب من الأمراضها
والقلب كما عرفة ( رضى الله عنه ) هو الحقيقة النورانية التى هى محل الإيمان ومحل تنزلات جمالات الله والهامات الله وأنوار سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فالقلب هو الحقيقة الربانية فى الإنسان من عالم الملكوت ولذلك هو يدرك ما جاء من عالم الملكوت من معانى القرآن وبيان النبى العدنان والغيوب التى تحدث عنها ولا تراها العينان ، فالقلب النورانى الذى يقبل كلام الله لكن الكافرين ليس لهم قلوب ولا يملكون هذا القلب لذلك لا يدركون الإيمان
" إن فى ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد "
من هنا بدأت أهمية الاهتمام بالقلب لأنه هو الأساس فى تركيب الإنسان
2- تزكية النفوس :
يقوم ( رضى الله عنه ) بتربية أحبابه التربية المثالية والأخذ بأيديهم ليكونوا أناس أسوياء فى الحياة كالطبيب الرفيق الذى ينتزع الداء برفق ولين وحكمة وأن تزكية النفوس بالحال لا بالدروس
ويرى أن النفس هى القوى التى تهيمن على القوى الغذائية وعلى القوى الحيوانية وعلى القوى الشهوانية وعلى القوى الغضبية وعلى القوى السبعيه فالنفس هى مجموعة القوى التى تحرك كل ما فى الإنسان ، لكن شكلها وهيئتها وحقيقتها لا يعلمها إلا من يقول للشىء كن فيكون ، النفس جوهرة مشرقة على البدن وقسم ( رضى الله عنه ) أنواع النفوس ووصفها : ويبدأ رضى الله عنه فى شرح أنواع النفوس فيقول : أن النفس ليس واحدة وإنما هى نفوس متعددة كل نفس تسوق الإنسان إلى ما يلائمها فكل نفس حسب احتياجات الجسد فإن تركها الإنسان لهواه أهلكته وأن جعل الشرع حصن لها يأتى بنفعها : وأول النفوس :
1- النفس الجمادية : وهى تدعو الإنسان إلى الراحة والدعة والخمول والجمود وهى أشد النفوس خطراً لأنها تجمد حركة الإنسان واذا سلم لها الانسان اهمل الجهاد و الأعمال الصالحة و تترك الرقى وجهادها يكون باليقظه والاسراع الى العمل
2- النفس النباتية : هى التى يتم بها تدبير الغذاء للجسم وهى التى تجعل الإنسان يحس بالجوع والشبع ، ويقوم بترتيب النماء فى الخلايا والأعضاء وا سلم لها الانسان قادته الى ان يكون هدفه فى الحياة الاكل والشراب
ويجهدها الانسان حتى يصل بها الى الاعتدال فى الماكل والمشرب
3- النفس الشهوانية : وهى التى تميل إلى الشهوات كالنكاح والغضب والجاه يلبس والمسكن ومنها الإيلسيه وهى تمثل الفساد وفى الأرض والمكر والخداع والفتن ويجهدها الانسان حتى يصل بها الى العفه
4- النفس الحيوانية : وهى التى تدفع الإنسان إلى غرائز الجنس ليكون التوالد ولعمارة الكون وإذا اسلم الإنسان لها قادته إلى المحرمات 0
5- النفس السبعية : وهى قوة الغضب فى الإنسان واذا سلم لها الانسان ويجهادها السالك بالهدى النبوى حتى يصل بها الى فضيلة الحلم
6- النفس الملكوتية : وهى تحث الإنسان إلى عمل الخير والبر والطاعات والمعروف
7- النفس القدسية : وهى التى يشاهد بها الإنسان عوالم الله تعالى العلوية 0
ثم تحدث رضى الله عنه عن أساس جهاد النفس
أساس جهاد النفس
- المطعم الحلال ، تحصيل العلم اللازم والعمل به ، إخلاص العمل لله ، صحبة المرشد العامل
** الوسائل المعنية على تزكية النفس :
الإقلال من الطعام ، الإقلال من الكلام ، الإقلال من مخالطة الأنام ، ذكر الله والتفكير ، الأوراد والاستغفار
** ويرى ( رضى الله عنه ) أن سعادة الفرد فى تزكية النفس ولا تنعم المجتمعات بالهدوء والسكينة إلا إذا تزكت النفوس من أمراضها كالشره والأنانية والبخل والرياء والمكر والخديعة
دورة فى حل المشكلات المعاصرة :
قال ( رضى الله عنه ) كثرت الفتن والإحن فى هذا
العصر وكثرة الفرقة بين صفوف أهل الإيمان ، حتى بلغت شدتها أنها تكاد تجعل الحليم حيراناً ومما يثير الأسى أن من قاموا بما يسمونه بالصحوة الإسلامية المعاصرة ، كان جل همهم الاهتمام بالشكليات من الدين فى الزى والمظهر ، بينما حلية الأمر والمخرج مما نحن فيه المسلمون الآن من تخلف عن الحضارة المعاصرة وضعف وفقر
لا يكون إلى بالعمل بالقرآن على المنهج الذى
كان عليه أصحاب النبى صلى الله عليه وسلك ورضى الله عنهم أجمعين ولكن منذ خلق الله الإنسان وفى بداية سكنه لهذه الدار واجهته مشاكل معنوية وأمراض نفسية وفردية وهذه المشكلات حدثت بين قابيل وهابيل وكان سببها نفسى
فكان الله يرسل نبياً لكل قوم ظهر فيهم داء ومعه
تشخيص هذا المرض والشفاء وبتطور الأزمان
ترقت البلاد وتنوعت الطبائع والعادات وتعددت الوسائل واختلفت المصالح والاحتياجات فكثرت الأدواء فى المجتمعات المصرية ، وكثرت الأمراض والعلل النفسية وظهرت الأوجاع القلبية
أنزل الله عز وجل صيدلية كامل فيها الشفاء لكل
داء على اختلاف الأنحاء والأعراف ولم يقل فيها
دواء بل قال شفاء قال تعالى ( وينزل من القرآن ما
هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) جعل القرآن شفاء
لكل داء ، وهذا الكتاب الربانى فيه من أمور الدنيا
وأمور المعايش إلا ذكرها وعدها وأمر المؤمنين أن
يكشفوها ويضعونها ولا بد لهذه الصيدلية من
طبيب عالم بالأمراض خبير بالأعراض واثق من
وصفاته الطبية ، وإذا كانت صيدلية الشفاء الربانى
القرآن فإن طبيب الصيدلية النبى العدنان صلى الله
عليه وسلموالمعلم الأول : فقد اختار الله تعالى رسوله وعلمه ورباه على عينه ولم ينسب هذا على أستاذ أو معلم فلا يكون لأحد عليه فضل أو وصاية عليه ولا على أمته ، وقال إثباتاً لهذا الشرف ( وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليه عظيماً )فقد بدأ دعوته صلى الله عليه وسلم فرداً واحداً وليس معه إلا الله ولا سلاح إلا القرآن
كان النموذج القويم فى تأسيس المجتمعات
المدنية العصرية وأسس مجتمعاً على تقوى من
الحل قضى فيه على كل المشكلات سواء كانت
مشكلات سياسية أو مشكلات اجتماعية أو
اقتصادية أو غيرها ونظم صفوف الفرد والمجتمع
ونجد أن الله أوجده فى حياته البشرية كل
المشكلات التى تحدث فى البشرية إلى يوم الدين
سواء الأفراد والمجتمعات ، وأهل الأديان والأصدقاء
والمنافقين وأصناف الكافرين والفقراء والأثرياء
وعلى مستوى المجتمعات الكبيرة والدول
والإمبراطوريات العادلة والمستبدة أوجده ربه فى
كل هذه المشاكل والمعضلات ليعالجها جميعاً فى
أمته وكانت حياتهم سعيدة وسعادةحال سلفنا الصالح فكان القرآن دستور حياة لهم وكان الآمر الناهى لهم فكان الشفاء لتنظيم جميع حركة الحياة ، وأسس النهضة العلمية والاجتماعية والسياسية وكان منهم الأطباء والحكماء والقضاة والقادة والتاريخ ملىّ بالعظماء كل هذا لأنهم ساروا على صيدلية الشفاء القرآنيةنحن الآن والحمد لله عددنا كثير والعلم بيننا عزيز وكتاب الله يتلى آناء الليل وأطراف النهار والمعاهد القرآنية كثيرة والحفاظ كثيرون لكننا نشكو من الضيق فى الأخلاق والغلاء والأمراض والمحاكم مليئة والشقاق والاختلاف والظلم والمخالفات ، إذن ما السبب فى ذلك ؟ولم يكن هذا حال سلفنا الصالح ، مع أن طبيبهم طبيباً واحد وروشتة الحياة والشفاء الربانى واحد ، ما الذى جعل حالنا يغاير حالحهم وأحوالنا تخالف أحوالهم هو أن أقبلنا على كتاب الله باللسان والأصوات الجميلة التى تبكى سامعهاً ويستمع إليها بالآذان فقط ولكن لم ننفذ ما فيه على حياتنا وجوارحنا والأركان
وقد طفى الجانب النظرى من صلاة وزكاة وحج
وصوم إلخولكن أهملنا الجانب العملى والتطبيقى ، وأصبح كل واحد يعيش على هواهفأصبح حالنا كما ترون ، هم رضى الله عنهم طبقوا كتاب الله فى حياتهم فعالج القرآن جميع المشكلات على مستوى الأفراد والمجتمعات وقام رضى الله عنه بالحلول لهذه المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية فى كتابه رضى الله عنه لمن أراد المزيد( كونوا قرآناً يمشى بين الناس )
فقدم ( رضى الله عنه ) الحلول العصرية فى هذا
الكتاب لجميع المشكلات
1- قدم منهجه العصرى فى إصلاح
الأفرادوالمجتمعات وقدم الحلول لمرض التفرقة
والاختلافات بوضع روشتة لهذه المشكلة
2- عالج حضرته جميع المشكلات التى يعانى منها
المجتمع المسلم من خلال كتاب الله وسنة
مصطفاه صل الله عليه وسلم #فوزي_محمد_أبوزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق