مدونة مراقى الصالحين: صيدلية الشفاء الربانى.

الخميس، 13 أغسطس 2015

صيدلية الشفاء الربانى.


تطور الأدوية والأدواء حتى نزلت صيدلية الشفاء إن الله سبحانه وتعالى ...
علم بسابق علمه وهو بكل شيء عليم أن كل مشكلات البشرية النفسية والجسمانية والإقتصادية والإجتماعية :
سببها الأمراض المعنوية التي تصيب الأفئدة والتي تمرض بها النفوس فتهوى وتزل أو تضل أو تبعد عن حضرة المليك القدوس عز وجل .
فما دام الإنسان قريباً من مولاه .....
فإن الله يصلح له كل شأن في دنياه،  ويحقق له السعادة في أخراه.
ولذلك يقول الله لنا أجمعين:
" مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَة)
" 97النحل
وهذا في الحياة الدنيا .........:
أما فى الحياة الآخرة الباقية .............:
" وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ " 97 النحل
وكانت للإنسان في مقتبل الحياة الإنسانية وفي بداية سكنه لهذه الدار الدنيوية مشاكل معنوية ، وأمراض فردية ونفسية قليلة ، تظهر في كل قوم مرة أو ينتشر في كل جهة داء – حتى لما كانوا بضعة نفر ... حدث بين قابيل وهابيل ماحدث ...
...... وكان سببه نفسى ...
فكان الله عز وجل يرسل نبياً لهؤلاء القوم الذين ظهر فيهم هذا الداء ... ومعه تشخيص هذا المرض...  والشفاء الذي ركبه الله عز وجل وأنزله من السماء.
وبتطور الأزمان وتشعب الأقوام
ترامت البلاد وتنوعت الطبائع والعادات...
وتعددت الوسائل واختلفت الغايات...فتضادت المصالح والإحتياجات ....
فكثرت الأدواء في المجتمعات البشرية ....
وكثرت الأمراض والعلل النفسية وظهرت الأوجاع القلبية ....
وعندها .....
أنزل الله عز وجل صيدلية كاملة فيها الشفاء لكل داء  على إختلاف الأنحاء والأعراق والأنواء ......
وصيدلية الشفاء الربانى هذه ... لم يقل الله عنها إن فيها دواء .... وذلك لأن الدواء يحتمل الشفاء ويحتمل زيادة الألم والداء، ولكن اسمعوا إلى الله وهو يقول في شأن هذه الصيدلية الربانية:
" وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ " [الآية(82) سورة الإسراء]
جعل في القرآن شفاءاً لكل داء ..
فَرُكْن منه فيه شفاء لأمراض الصدور:
 " يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ " [الآية(57) يونس]
كل الهواجس .... ، وكل الوساوس ..... ، وكل الهلاوس .... ، وكل الأمراض النفسية .... ، وكل ما يتعب صدور الناس ....:
فإن الشفاء منها من صيدلية القرآن التي أنزلها الرحمن عز وجل.
وجعل الله عز وجل ركناً آخر لعلاج كل المشكلات الاقتصادية.
وركناً لعلاج كل المشكلات الأسرية.
وركناً لعلاج كل المشكلات الاجتماعية....
...... ما من داء إلا أوجد الله له في كتابه الكريم شفاء ......
وليس القرآن الكريم كتاب شفاء لجميع الأدواء الأنواء وحسب :
لا ...  ولكن الله تعالى أنزله تبياناً لكل شيء وبياناً لكل أمر وقال في شأنه:
" لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا "
[ آية 94 سورة الكهف ]
وربما فهم البعض أنه لا يغادر صغيرة من الأعمال ولا كبيرة من الحسنات إلا وعدّها وكتبها .....
لكن الفهم السليم الذي يستقيم مع كتاب الله الكريم :
أنه لا يغادر صغيرة من أمور الدنيا ولا كبيرة من أمور المعايش ولا أدنى من ذلك ولا أكبر : إلا وذكرها وعدَّها وأمر المؤمنين أن يكتشفوها ويصنعونها ليكونوا في عزة الله عز وجل سبحانه وتعالى .
ولكل صيدلية ناجحة ... طبيب ماهر عالم بالأمراض خبير بالأعراض وعلى علم كامل بأشفيتها وخبرة واسعة بعلاجاتها واثق من وصفاته الطبية  ... وعنده كل المؤهلات للقيام بهذه الوظيفة العلية .....
وإذا كانت صيدلية الشفاء الربانى هى القرآن ...
فإن طبيب الصيدلية هو المصطفى العدنان .....
فكيف أهَّل الله تعالى هذا الطبيب .... ؟؟؟
وكيف أعده لعلاج البعيد والقريب .؟؟... والعدو والحبيب .....؟؟
 منقول من كتاب ( كونوا قرآنا يمشى بين الناس)
لفضيلة الشيخ فوزى محمد ابوزيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق