كيف ترفع شأنك وحالك؟
منقول من كتاب(مقامات المقربين)
لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد
------------------------------------------
صحبة الصادقين أى إذا أردت أن يرتفع شأنك، ويرفع الله حالك، ويُنوه الله عزوجل بك وبأمثالك، لا بد لك من مجالسة الصادقين، وللدليل على ذلك نأخذ موقفاً واحداً من مواقف المجالسين للصادق الوعد الأمين صلى الله عليه وسلم.
مَن كان يُجالس حضرة النبي صلى الله عليه وسلم من صحبه الكرام .. كان النبي صلى الله عليه وسلم حتى وهو في مكة يؤاخي بينهم، لأن الطريق إلى الله لا بد له من الإخاء، لماذا؟
كانوا يتناوبون مع بعضهم، بعضهم يجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، والبعض يذهب إلى عمله ويقضي مصالحه، ويتناوبان، ويأتي هذا إلى رسول الله، ويذهب الآخر إلى عمله، ولهم ساعة يجلسون معاً فيها يعملون بقوله صلى الله عليه وسلم
{ أَلَا لِيُبَلِّغ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ }
فيسترجعا معاً ما سمعاه من آيات الله، وما استمعا إليه من حديث رسول الله، وما رأته عيناهما من العمل والهيئة التي كان عليها حبيب الله ومصطفاه وصحبه البررة الكرام، ويعينان بعض في وضع الخطط التي ينالون بها رضاء الله.
وفي هذا تعليم للشورى، فيأخذ رأى أخيه في تقسيم الليل، أو ما الباب أو الكتاب الذي يبدأ به العلم؟ وإذا أراد الجهاد فيسأل أخاه عن الجهاد الذي يرشحه له، وهذا كان هَدْى الله:
(ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ( (13 الواقعة) جماعة وليس واحد، وكل أخ يعين أخيه من باب، فيكتملوا، ويُصبحوا على قلب رجل واحد تقي نقي، وعلى الصدق وعلى الصواب.
ولا ينشد أحدهم رئاسة على الآخرين، ولا يحاول أحدهم أن يُظهر ويبين أنه أعلم من إخوانه الجالسين، أو أنه أكثرهم دراية، أو أنه أَلَمَّ بالعلم منهم، بل كان كل واحد منهم يظن الخير في إخوانه أجمعين، ويعتقد تمام الاعتقاد أنه يُكرَم بسر هؤلاء الذين يُجالسهم، وقال لهم صلى الله عليه وسلم حتى يقيم لهذا الشأن أمراً عندهم:
{ فَإِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ }
فكانت هذه سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع صحبه البررة الكرام.
وحتى يُحببهم حضرة النبي في هذا المنهج الجلي ... بيَّن أن هذا هو الذي يبلغ أعلى المقامات وأرفع الدرجات في الآخرة عند رفيع الدرجات عزوجل، قال صلى الله عليه وسلم
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اسْمَعُوا وَاعْقِلُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ لِلَّهِ عزوجل عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ، يَغْبِطُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنَ اللَّهِ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَعْرَابِ مِنْ قَاصِيَةِ النَّاسِ وَأَلْوَى بِيَدِهِ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، نَاسٌ مِنَ النَّاسِ، لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ، يَغْبِطُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنَ اللَّهِ! انْعَتْهُمْ لَنَا يَعْنِي: صِفْهُمْ لَنَا، فَسُرَّ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِسُؤَالِ الْأَعْرَابِيِّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هُمْ نَاسٌ مِنْ أَفْنَاءِ النَّاسِ وَنَوَازِعِ الْقَبَائِلِ، لَمْ تَصِلْ بَيْنَهُمْ أَرْحَامٌ مُتَقَارِبَةٌ تَحَابُّوا فِي اللَّهِ وَتَصَافَوْا، يَضَعُ اللَّهُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، فَيُجْلِسُهُمْ عَلَيْهَا فَيَجْعَلُ وُجُوهَهُمْ نُورًا وَثِيَابَهُمْ نُورًا، يَفْزَعُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَفْزَعُونَ، وَهُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ الَّذِينَ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }
الأنبياء يتمنون المنزلة والمكانة الكريمة التي فيها هؤلاء القوم:
)وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَ(21)ةٌإِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)(22)(القيامة)
هؤلاء القوم بينهم مودة بدون قرابة في الشجرة الأولى وهي الأب والأم، ولا في العائلة وهي الرحم، ولا شركة بينهم، ومن بيان الإضافة في هذا المجال للعلم أن هؤلاء أرفع قدراً وأعلى منزلة من الذين نعتقد فيهم أنهم هم الأعلى، وهم المعنيون بقول حضرة النبي:
{ سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ }
لكن هؤلاء القوم قدام العرش، لذلك فهم الأعلى منزلة لأنهم في المواجهة: )وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَ(21)ةٌإِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)(22)(القيامة)
وهذه التي قال فيها صلى الله عليه وسلم
{ إِنَّ أَوْثَق عُرَى الْإِيمَانِ أَنْ تُحِبَّ فِي اللَّهِ، وَتُبْغِضَ فِي اللَّهِ }
الموقع الرسمى لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد
منقول من كتاب(مقامات المقربين)
لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد
------------------------------------------
صحبة الصادقين أى إذا أردت أن يرتفع شأنك، ويرفع الله حالك، ويُنوه الله عزوجل بك وبأمثالك، لا بد لك من مجالسة الصادقين، وللدليل على ذلك نأخذ موقفاً واحداً من مواقف المجالسين للصادق الوعد الأمين صلى الله عليه وسلم.
مَن كان يُجالس حضرة النبي صلى الله عليه وسلم من صحبه الكرام .. كان النبي صلى الله عليه وسلم حتى وهو في مكة يؤاخي بينهم، لأن الطريق إلى الله لا بد له من الإخاء، لماذا؟
كانوا يتناوبون مع بعضهم، بعضهم يجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، والبعض يذهب إلى عمله ويقضي مصالحه، ويتناوبان، ويأتي هذا إلى رسول الله، ويذهب الآخر إلى عمله، ولهم ساعة يجلسون معاً فيها يعملون بقوله صلى الله عليه وسلم
{ أَلَا لِيُبَلِّغ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ }
فيسترجعا معاً ما سمعاه من آيات الله، وما استمعا إليه من حديث رسول الله، وما رأته عيناهما من العمل والهيئة التي كان عليها حبيب الله ومصطفاه وصحبه البررة الكرام، ويعينان بعض في وضع الخطط التي ينالون بها رضاء الله.
وفي هذا تعليم للشورى، فيأخذ رأى أخيه في تقسيم الليل، أو ما الباب أو الكتاب الذي يبدأ به العلم؟ وإذا أراد الجهاد فيسأل أخاه عن الجهاد الذي يرشحه له، وهذا كان هَدْى الله:
(ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ( (13 الواقعة) جماعة وليس واحد، وكل أخ يعين أخيه من باب، فيكتملوا، ويُصبحوا على قلب رجل واحد تقي نقي، وعلى الصدق وعلى الصواب.
ولا ينشد أحدهم رئاسة على الآخرين، ولا يحاول أحدهم أن يُظهر ويبين أنه أعلم من إخوانه الجالسين، أو أنه أكثرهم دراية، أو أنه أَلَمَّ بالعلم منهم، بل كان كل واحد منهم يظن الخير في إخوانه أجمعين، ويعتقد تمام الاعتقاد أنه يُكرَم بسر هؤلاء الذين يُجالسهم، وقال لهم صلى الله عليه وسلم حتى يقيم لهذا الشأن أمراً عندهم:
{ فَإِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ }
فكانت هذه سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع صحبه البررة الكرام.
وحتى يُحببهم حضرة النبي في هذا المنهج الجلي ... بيَّن أن هذا هو الذي يبلغ أعلى المقامات وأرفع الدرجات في الآخرة عند رفيع الدرجات عزوجل، قال صلى الله عليه وسلم
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اسْمَعُوا وَاعْقِلُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ لِلَّهِ عزوجل عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ، يَغْبِطُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنَ اللَّهِ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَعْرَابِ مِنْ قَاصِيَةِ النَّاسِ وَأَلْوَى بِيَدِهِ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، نَاسٌ مِنَ النَّاسِ، لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ، يَغْبِطُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنَ اللَّهِ! انْعَتْهُمْ لَنَا يَعْنِي: صِفْهُمْ لَنَا، فَسُرَّ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِسُؤَالِ الْأَعْرَابِيِّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هُمْ نَاسٌ مِنْ أَفْنَاءِ النَّاسِ وَنَوَازِعِ الْقَبَائِلِ، لَمْ تَصِلْ بَيْنَهُمْ أَرْحَامٌ مُتَقَارِبَةٌ تَحَابُّوا فِي اللَّهِ وَتَصَافَوْا، يَضَعُ اللَّهُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، فَيُجْلِسُهُمْ عَلَيْهَا فَيَجْعَلُ وُجُوهَهُمْ نُورًا وَثِيَابَهُمْ نُورًا، يَفْزَعُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَفْزَعُونَ، وَهُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ الَّذِينَ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }
الأنبياء يتمنون المنزلة والمكانة الكريمة التي فيها هؤلاء القوم:
)وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَ(21)ةٌإِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)(22)(القيامة)
هؤلاء القوم بينهم مودة بدون قرابة في الشجرة الأولى وهي الأب والأم، ولا في العائلة وهي الرحم، ولا شركة بينهم، ومن بيان الإضافة في هذا المجال للعلم أن هؤلاء أرفع قدراً وأعلى منزلة من الذين نعتقد فيهم أنهم هم الأعلى، وهم المعنيون بقول حضرة النبي:
{ سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ }
لكن هؤلاء القوم قدام العرش، لذلك فهم الأعلى منزلة لأنهم في المواجهة: )وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَ(21)ةٌإِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)(22)(القيامة)
وهذه التي قال فيها صلى الله عليه وسلم
{ إِنَّ أَوْثَق عُرَى الْإِيمَانِ أَنْ تُحِبَّ فِي اللَّهِ، وَتُبْغِضَ فِي اللَّهِ }
الموقع الرسمى لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق