مدونة مراقى الصالحين: كيف تحصل على فضل الله؟

الأربعاء، 2 سبتمبر 2015

كيف تحصل على فضل الله؟

اضغط لمشاهدة الموقع
كيف تحصل على فضل الله؟
منقول من كتاب(شراب أهل الوصل)
لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد
------------------------------------------
المحب له فضل عظيم لأن الله يعامله بكرمه ويتفضل عليه بجوده، فلا يعامله بالميزان ولا بالقسطاس المستقيم، ولا كما نسمع بالنقير والقطمير والصغير والكبير، إنما أهل المحبة ميزان معاملتهم عند ربهم قول الله عزوجل في قرآنه الكريم: (16الأحقاف)

(أُولَٰئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ ۖ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ)
يعني بعبارة أخرى يتغاضى الكريم عن سيئاتهم، ويستر عسراتهم وهفواتهم، ويضاعف ويزيد من حسناتهم وصالحاتهم، هذه المعاملة الكريمة تكون للمحبين.
فاز المحبون بشرف الدنيا وسعادة الآخرة، لأن المحبة أعلى قدراً عند الله عزوجل لمن أراد أن يكون مع الأحبة، والمحبون يزيد الله عزوجل في إكرامهم فيُشَفع بعضهم في بعض، كما نسمع دائماً (الناجي يأخذ بيد أخيه) قال صلى الله عليه وسلم:
{ إذا تآخى اثنان في الله فإن الله يأمر بأحدهما إلى الجنة، فيقول: يارب أين أخي فلان؟ فيقول رب العزة عزوجل: إنه لم يعمل بمثل عملك، فيقول: يارب إنى كنت أعمل لي وله، فيقول الله تعالى: خذ بيد أخيك وادخلا معاً الجنة }

إذا كان الكلب الذي مشى وراء أهل الكهف حباً في مسيرتهم وهديهم، فأجرى الله عزوجل عليه ما أجراه عليهم، أماتهم الله الموتة الصغرى - وهي النوم - في الكهف، والكلب وقف على باب الكهف:( وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ )18الكهف) والوصيد أي الفناء، فألقى الله عليه النوم مثلهم، ويُدخلهم الله عزوجل الجنة فيُكرم الكلب الذي معهم ويدخل الجنة، مع أنه لم يصلي ولم يصم ولم يفعل الصالحات التي كانوا يقدمونها لله، لكنه مشى خلفهم:
لقد فاز كـــلبٌ بحــبِّ آل كهف
فكيف لا أفوز بحبِّ آل النبي
إذا كان الكلب الذي مشى خلف أهل الكهف حشره الله معهم، فما بالك بمن يحب آل البيت والصالحين أين يكون؟ معهم إن شاء الله،وهذا كلام الله عزوجل .. وليس هذا كلامنا نحن!.
يكفي أن الذي يجلس معهم ولو كان ليس منهم، ولو كان جالساً مشغولاً عنهم، ولو كان جالساً لمصلحة يرجوها منهم، ما دام جلس معهم، ماذا يقول رب العزة للصحفيين الإلهيين الذين يحضرون هذه المجالس ويصوروها، ويطلع عليها الملأ الأعلى، فيقول الله كما ورد في الحديث الطويل: ماذا يطلبون ومم يخافون؟ وفى نهاية الحديث يقول الله للملائكة:
{ أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، فيَقُولُ: مَلَكٌ مِنَ الْمَلائِكَةِ: فِيهِمْ فُلانٌ لَيْسَ مِنْهُمْ إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ، قَالَ: هُمُ الْجُلَسَاءُ لا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ }
من يجلس معهم ليس له في الشقاء، ولكنه يُصبح من أهل السعادة، إذن مجالسهم مَن الذي يجلس فيها؟ وما جزاءه؟ (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ) (108هود) لم يقل الله (فسيدخلون الجنة) وإنما قال:
(فَفِي الْجَنَّةِ )أى أن هذه المجالس هي الجنة، وهذا ليس كلامي وإنما كلام رب العزة عزوجل، وصَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلق جميعاً فقال:
{ إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا، قَالُوا: وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: حِلَقُ الذِّكْر ِ}
هذه المجالس في الدنيا، والذي يجلس معهم فقد جلس في الجنة، ويأخذ وسام السعادة الأزلية من رب البرية: { هُمُ الْجُلَسَاءُ لا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ }.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق