كان من هديه صلى الله عليه وسلم في تربية أصحابه أن
يجمعهم من وقت لآخر ليزكِّي نفوسهم ويرقِّق قلوبهم، ويصحِّح أحوالهم، ويزيدهم
علماً بربِّهم وبكتاب ربِّهم وبنبيهم وبشرعهم، تطبيقاً لقول الله له: {وَعِظْهُمْ
وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً} النساء63
إنها التربية الإيمانية المستمرة أو إن شئت أن تقول بلغة
العصر التنمية البشرية المستدامة على الأسس النبوية والمفاهيم القرآنية
فكان صلى الله عليه وسلم إجمالاً يربيهم ويعلمهم قولاً
وفعلاً كيف يصلحون أنفسهم فيكونوا نواة إصلاح أسرهم، فمجتمعهم الصغير، فالكبير،
وهذا عين القصد من الدين، لأن الإصلاح هو رِسَالَةُ المُرْسَلِين والنبيين في كلَّ
وقت وحين، ذلك لأن الله جعل تأسيس إصلاح أمور الدنيا والدين على الأنبياء
والمرسلين، فإن ذهبوا ينوب عنهم في تطبيق مناهجهم لإصلاح العباد والبلاد العلماء
العاملون بالشرائع التى جاء بها الأنبياء والمرسلون.
ولذلك فإن السبيل المحقق للنجاح والصلاح والإصلاح هو السبيل الذى جاء به
رسول الملك الفتاح صلى الله عليه وسلم، و من يقود المهمة ويقوم عليها هم العلماء
العاملون، فالإصلاح هو رسالة العلماء والصالحين والأولياء، من بدء الدنيا إلى أن
يرث الله الأرض والسماء، ولذا ورد في الحديث الشريف: {الْعُلَمَاءُ وَرَثَةُ
الأَنْبِيَـاءِ} و {العلماءُ خُلَفاءُ اَلأنْبيَـاءِ}{2}
لقراءة
المزيد يمكنكم الدخول على
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق