مدونة مراقى الصالحين: المسلم يتعهد نفسه بالتربية الربانية

الاثنين، 16 مايو 2016

المسلم يتعهد نفسه بالتربية الربانية



المسلم الداعية يتعهد نفسه بالتربية بشكل مستمر, وفق مناهج تربوي متكامل, يرعى مافة جوانب النفس الإنسانية, فلا ينسيه طول الأمد, ولا يغلب جانبا على جانب, فتستقيم بذلك شخصيته.. ويفيض مما لديه على الآخرين
.
ميزات التربية الإسلامية  
في هذا المجال نستطيع أن نقول إن للتربية الإسلامية ميزات متفردة منها :
(1) التربية الإسلامية تعنى بإعداد الإنسان الصالح :
جميع المدارس التربيوية تعنى بإعداد المواطن الصالح الذي يخدم نفسه وغيره وبريء من هذه الأخلاق المصلحية. فالأخلاق قيمة إيمانية حضارية يتمسك بها المسلم في كل الظروف ومهما تكن النتائج.. فالمسلم لا يغش المسلم ولا يغش الكافر.. والمسلم صادق في بلده وخارج بلده.
. وإذا رأيت مسلما لم يتقيد بذلك فاعلم أنه لم يفهم إسلامه.. وإن مؤسسات التربوية لم تحسن تربيته .
(2) الربانية في التربية الإسلامية :
(الجانب الرباني أو الإيماني في التربية الإسلامية, هو أهم جوانب التربية وأشدها خطراً وأعمقها أثراً, وذلك لأن أول هدف للتربية الإسلامية هو تكوين الإنسان المؤمن ).
والإيمان في الإسلام ليس قولا يقال ولا دعوى تدعى, إنما هو حقيقة يمتد شعاعها إلى العقل فيقتنع, وإلى العاطفة فتجيش وإلى الإدارة فتتحرك وتُحرّك, إنه كما جاء في الأثر ما وقر في القلب وصدّقه العمل وصدق الله العظيم إذ يقول: {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثمّ لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله..} [الحجرات: 15 ].
ليس الإيمان في الإسلام مجرد معرفة ذهنية محضة كمعرفة المتكلمين والفلاسفة,  ولا مجرد سلوك تعبدي كسلوك النساك والمتزهدين. إنه مجموع هذا كله سالما من الشطط والإفراط والتفريط, مضافا إليه إيجابية تعمر الأرض بالحق, وتملأ الحياة بالخير وتقود الإنسان إلى الرشد .
وعماد التربية الربانية هو القلب الحي الموصول بالله تبارك وتعالى, الموقن بلقائه وحسابه, الراجي لرحمته, الخائف من عقابه.. ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله.. ألا وهي القلب .
وقلب الإنسلن كجسمه يحتاج إلى ثلاثة أشياء :
* إلى وقاية ليسلم .
* إلى غذاء ليحيا .
* إلى علاج ليشفى .
ومن عناصر الأساسية التي تحرص عليها التربية الإسلامية في العبادة :
1- التزام السنة واجتناب البدعة .
2- الاهتمام بالفرائض, وفي حديث القدسي الذي رواه البخارى\"ما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلى من أداء ما افترضته عليه \".
3- الترغيب في صلاة الجماعة .
4- الترغيب في التطوع, وفي الحديث القدسي.. \"وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه \".
5- الترغيب في ذكر الله.. قال تعالى: \"يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا, وسبحوه بكرة وأصيلا\" [الأحزاب: 42,41 ].
والمسلم .. الذي أخذ على نفسه مهمة التغير, سيبدأبنفسه قبل غيره.. وفق مناهج تربوي رباني متكامل. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق