مدونة مراقى الصالحين: رابط كتاب ( كونوا قرآنا يمشي بين الناس)ـلفضيلة الشيخ فوزى محمد ايوزيد

الجمعة، 21 أكتوبر 2011

رابط كتاب ( كونوا قرآنا يمشي بين الناس)ـلفضيلة الشيخ فوزى محمد ايوزيد


الحمد لله الذي لا منتهى لفضله وكماله وعطاياه، والصلاة والسلام على حبيبه ومصطفاه سيدنا محمد، ضياء هذه الحياة، ونور المقربين، وسر الواصلين لحضرة الله، وغوث الأنام أجمعين في الأهوال الحشرية يوم لقاء الله....
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه ، .... وبعد
فإن أهل الإيمان يشعرون هذا العصر وفي هذا الزمان بغصة في حلوقهم وأسى في صدورهم وحزن في قلوبهم لما يرونه من أحوال المسلمين حولهم ، فقد تداعى أهل الكفر قاطبة على أهل الإسلام:
وكثرت الفتن وانتشرت الإحن وكثرت الفرقة بين صفوف أهل الإيمان حتى بلغت من شدتها أنها تكاد تجعل الحليم حيران.
ومما يثير الأسى أن من قاموا بما يسمونه الصحوة الإسلامية المعاصرة كان كل
همهم الإهتمام بالشكليات في الزي والمظهر وآداء العبادات الإسلامية، بينما جلية الأمر والمخرج مما فيه المسلمون الآن من تخلف عن الحضارة المعاصرة، وضعف وفقر، لا يكون إلا بالعمل بالقرآن على النهج الذي كان عليه أصحاب النبي رضي الله عنهم أجمعين، فقدورد فى الأثر المشور { كونوا قرآنا يمشي بين الناس } فعاشوا بالقرآن وأكلوا وشربوا وناموا بالقرآن، واستخرجوا كنوز الأرض بالعمل بالقرآن، وحاربوا عدوهم بأسلحة القرآن من الهيبة في صدور أعدائهم وقذف الرعب في قلوبهم قبل إمساكهم بالسلاح والسنان.
فكان القرآن هو الإمام الناطق لهم، وإن سكت، وهو المحرك لهم وإن سكن، فحقق الله لهم به الحياة الطيبة في مجتمعاتهم، والعزة والنصر على أعدائهم، فكانوا كما قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه في شأنهم : (( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزَّة بغيره أذلنا الله ))[1].
فكانت هذه المحاضرات التى نحاول أن ننبه المسلمين فيها إلى حقيقة فقه القرآن، والكيفية الإيمانية التي كان عليها السلف الصالح في تلاوة القرآن، وكذا التنويه إلى حقيقة حياة أهل الإيمان والتي تتحول بها كل حركاتهم وسكناتهم ... حتى في تجارتهم وزراعتهم وأعمالهم إلى عبادة للرحمن، .... والله أسأل أن ينفع بها كل من قرأها وأن يحيى المسلمين الحياة الإيمانية القرآنية المباركة الطيبة إنه سميع مجيب الدعاء.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
مساء الثلاثاء 13 من ذي الحجة 1427هـ ، الموافق 2 من يناير 2007م


[1]  عن طارق بن شهاب قال: لما قدم عمر الشام أتته الجنود وعليه إزار وخفان وعمامة وأخذ برأس بعيره يخوض الماء، فقالوا له: يا أمير المؤمنين، تلقاك الجنود وبطارقة الشام وأنت على هذا الحال، فقال عمر: إنا قوم أعزنا الله بالإسلام، فلن نلتمس العز بغيره. مصنف ابن أبي شيبة ، وفيها روايات أخرى
حمل الكتاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق