وجعله بجسمه وشرعه وخلقه وهديه حجَّة لله على الخلق أجمعين ،
والصلاة والسلام على من بسرِّه خصَّ الله هذه الأمة بمودَّته، وجعل أتباعه في الكون رسل هدايته ،
فيؤلفون القلوب على حضرته ، ويجذبون النفوس إلى حنانته ، ويسوقون الخلق إلى توحيده و عبادته .
إن الحادثة المريرة التى مرَّت بأمتنا الإسلامية فى الآونة الأخيرة – و أعنى قضية الرسومات المسيئة للرسول
والتى نشرت ببعض الصحف الأوربية – و التفاعلات و المواقف التى أفرزتها
- على الرغم من وضوح بيان الهدى القرآنى والسنة النبوية وأفعال الأئمة الكرام فى هذه الشأن –
و لما كنَّا قد تناولنا هذه القضية ببعض خطب الجمعة والمحاضرات ، وإجابة العديد من أسئلة إخواننا بالبلاد وأثناء الزيارات
فقد طلب الكثيرون جمع هذه المواد وإخراجها فى كتاب ؛ لتعمَّ الفائدة
وينتشر البيان القرآنى والتوجيه النبوى فى هذا الأمر .
والحمد لله ، فقد أعاننا على إنجاز هذا إخوان صدق حتى خرج العمل بفضل الله وحسن توفيقه
بهذة الصورة الطيبة التى بين يديك .
وقد بدأنا بتحليل أسباب هذا الموقف الذى نحن فيه من الهجمات الشرسة ،
و بيَّنَّاها سببا تلو الآخر ، و كيف ارتبطت وتشابكت حتى وصلنا لما نعانيه الآن
بعدها وصَّفنا الزاد الذى يحتاجه المسلمون للتصدى لتلك الهجمة ،
و النهوض من هذه العثرة التى استضعفونا فيها ،
كما بينَّا المناهج التى يحتاج إليها كل مسلم لدعوة غيره
و انتهينا بواجب المسلم المعاصر فى كيفية استعمال الرد القرآنى على من أساء لحضرة النبى
وماذا بقى علي المسلمين بعد ذلك نحو حضرته الشريفة ، ثم ختمنا بتساؤل ..هل من فائدة لما حدث ؟
و إنى أخوانى المسلمبن الكرام ، و أخواتى الكريمات...
إذ أقدم لكم هذا العمل ، أسأل الله عزوجل أن يجزي كل من ساهم فيه خير الجزاء ، وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم
و أن يساعد به فى زوال اللبس وتوصيل رأى الشرع ، حتى يرى الناس جمال و كمال هذا الدين
فتشتاق النفوس إلى اتباع هدى سيد الأولين و الآخرين r.
ومن أجل أن تصل هذه الحقائق النفيسة إلى المسلمين و غيرهم من الناطقين بلغات غير العربية
– و الذين هم أحوج منا لهذه المعارف على الحقيقة – فإنى أدعو وأحثُّ أهل الإختصاص فى اللغات و الترجمة و النشر
أن يتقدم كل غيور منهم ومحبٌّ لرسوله r فيترجموا هذا العمل و ينشروه بأية لغة وفى أى مكان
– و هذا إذن منى بالترجمة و النشر حسبة لوجه الله تعالى – وحبا فى رسوله
وإسهاما فى توصيل الدعوة الإسلامية إلى كل مكان ، بكلِّ ما فى الطاقة و الإمكان .
و ماتوفيقى إلا بالله عليه توكلت و إليه المرجع و المآب
و صلى الله علي سيدنا محمد قدوة كل أوَّاب و إمام كل توَّاب
وحبيب كل من التمس و سلك طريق الهدى أو عاد إلى الصواب .
فوزى محمد أبو زيد
الجمعة 3 صفر 1427هـ ، 3 مارس 2006 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق