مدونة مراقى الصالحين: عروض الرحمة في رمضان.

الخميس، 26 مايو 2016

عروض الرحمة في رمضان.

تُفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، وتسلسل وتصفد الشياطين، وتمر نسمات من الجنة على الصائمين تُجهز أجسامهم فلا يحسون بمشقة ولا تعب مهما كان الحر. بعد ذلك رفع الله التسعيرة الإلهية على الطاعات، فالصلاة المفروضة في الايام العادية خمس في العمل وخمسون في الأجر والثواب، فالصلاة بعشر صلوات، ولكن في رمضان قال صلى الله عليه وسلم:.وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً، كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ.{1}، فالفريضة في رمضان بسعمائة فريضة في الأجر والثواب، وليس معنى ذلك أنها تُسقط ما على المرء من صلاة، لكنها في الأجر والثواب فقط. وصلاة النافلة كالتراويح والضحى وأعمال الخير وغيرها قال فيها صلى الله عليه وسلم:.مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخِصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ.{2}، ومن ضمن هذه الأمور الإلهية العديدة في رمضان أن الرحمن عز وجل
يتولى إثابة الصائم على ما يُنفقه في الطعام على أهله بشرط أن لا يكون فيه إسراف ولا رياء، فإذا كان فيه إسراف أو رياء فلا يُقبل العمل لأنه لغير الله، قال صلى الله عليه وسلم:.نفقة الصائم على أهله كالنفقة في سبيل الله الدرهم بسبعمائة درهم.{3}، الدرهم بسبعمائة درهم حسنات وقربات عند الله، والذي ينام قليلاً بالنهار ليستعين بالنوم على قيام الليل وليس ليُضيع وقت الصيام، أوقات النوم هذه يقول فيها صلى الله عليه وسلم:.نَوْمُ الصَّائِمِ عِبَادَةٌ.{4}، لو نمت على ذكر الله، أو الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو التسبيح حتى نمت فياهَنَاك، قال صلى الله عليه وسلم:.مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَبِيتُ عَلَى ذِكْرِ اللَّهِ طَاهِرًا، فَيَتَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَيَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ.{5}، المسلم الصائم في نهار رمضان ويصون لسانه عن اللغو وعن القيل والقال مع الانام، فيأمر الله الملائكة أن يكتبوا سكوت هذا العبد تسبيح لله، قال صلى الله عليه وسلم:.نَوْمُ الصَّائِمِ عِبَادَةٌ، وَسُكُوتُهُ تَسْبِيحٌ.{6}، وله كل يوم عند الإفطار دعوة لا ترد، فيجب على كل مسلم أن لا ينسى هذه اللحظة، فينظر ما يريده من الله ويدعوا بذلك لأن له دعوة لا تُرد، قال صلى الله عليه وسلم:.إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ دَعْوَةً لا تُرَدُّ.{7}
.{1} صحيح ابن خزيمة عن سلمان الفارسي.
.{2} صحيح ابن خزيمة عن سلمان الفارسي.
.{3} عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:انْبَسِطُوا فِي النَّفَقَةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَإِنَّ النَّفَقَةَ فِيهِ كَالنَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
.{4} شعب الإيمان للبيهقي عن عبد الله بن أبي أوفى.
.{5} رواه أحمد وأبو داود.
.{6} شعب الإيمان للبيهقي عن عبد الله بن أبي أوفى.
.{7} الترغيب في فضائل الأعمال وابن ماجة عن عبد الله بن عمرو.
...لؤلؤة شهر رمضان للشيخ فوزي محمد أبوزيد...
.من كتاب صيام الأتقياء.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق