كان من هديه الشريف صلى الله عليه وسلم في رمضان تعجيل الفطر وتأخير السحور ويقول في ذلك صلى الله عليه وسلم:🌹لا تَزَالُ أُمَّتِي بخيرٍ ما عَجَّلُوا الإفْطَارَ وأَخَّرُوا السُّحورَ🌹{1}، وكان فطره صلى الله عليه وسلم على رطب يعني البلح الطازج، فإن لم يجد فعلى تمرات يعني البلح الجاف، وكان يضعه في الماء حتى يكون له مفعول الرطب، فإن لم يجد فعلى مزقة لبن، فإن لم يجد يتجرع قليلاً من الماء. وهنا يظهر لنا حكمة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وأنه كما قال الله في شأنه:🌹وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى{3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى🌹{4} النجم
فقد بين الدكتور أنور المفتي أسرار الإفطار على التمر أو الرطب أو أي شئ حلو فقال:☀إن المعدة تكون آخر النهار خالية من الطعام والأعضاء قد أصابها شئ من الفتور والكسل لنقص إمدادها بالغذاء فإذا أكل المرء عقب الإفطار مباشرة شيئاً من البروتينات:🌹اللحوم أو الأسماك أو ما شابهها🌹، استغرقت أربع ساعات حتى تهضم وتصل إلى الأعضاء، وإذا أكل شيئاً من الدهون مكث هذا الطعام ست ساعات حتى يتم هضمه وتحويله إلى المادة اللازمة لغذاء الأعضاء، أما التمر والرطب والشئ الحلو فلا يستغرق أكثر من خمس دقائق حتى يصل إلى جميع الأعضاء فينشطها وينبه المعدة لتفرز عصارتها وإنزيماتها حتى تكون جاهزة لاستقبال الطعام☀. وصدق الله إذ يقول:🌹وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا🌹 الحشر7
ثم كان صلى الله عليه وسلم يقوم بعد ذلك لصلاة المغرب وتلك الفترة كافية لتجهيز المعدة والأمعاء والأعضاء لاستقبال الطعام بعد الجوع الطويل، لكن هذا لا يكون لغير القادرين ولا يكون تكليفاً شاقاً على الصغار والكبار، فإذا كان ربَّ الأسرة لا يستطيع أن يفارق أولاده عند الإفطار، فعليه أن يفطر معهم ويصلي المغرب بعد ذلك، أما إذا كان يستطيع ومن معه أن يؤدوا صلاة المغرب ثم يتناولون طعام الإفطار فهو أفضل لأن في ذلك حكمة بالغة، فإن أداء الصلاة يجعل الأعضاء تنبعث فيها الحياة فإذا قعد المرء بعد ذلك على الطعام لا يأكل بشراهة وبذلك لا يتعب المعدة ولا يُصاب بالتخمة ولا ينتابه الكسل والوخم الذي ينتاب كثيرين من الذين لا يستطيعون إمساك أنفسهم عند طعام الإفطار
☀{1} عن أبي ذر رضي الله عنه رواه أحمد☀
🌹☀🌹لؤلؤة شهر رمضان للشيخ فوزي محمد أبوزيد🌹☀🌹
☀من كتاب الخطب الالهامية شهر رمضان وعيد الفطر☀
🌹اضغط على الرابط لتحميل أو قراءة الكتاب مجاناً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق