كيف تحصل على .الرحمة. والمغفرة. والعتق من النار. فى رمضان؟
.قال صلى الله عليه وسلم عن شهر رمضان:.وَهُوَ شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ، وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ، وَآخِرُهُ عِتْقٌ مِنَ النَّارِ.{1}، ما الفرق بين من يحصل على الرحمة والمغفرة والعتق من النار، وما صفات كل صنفٍ منها؟.
------------------------------------------
باختصارٍ شديد: أن في شهر رمضان أوكازيون من الله عزَّ وجلَّ لعباده الصالحين، ففي العشر الأوائل يكون أوكازيون الرحمة في بضاعة الرحمة، والرحمة لأن الله عزَّ وجلَّ إذا كانت أول ليلة من رمضان نظر إلى عباده، ومن نظر الله إليه لم يُعذبه أبداً، قال صلى الله عليه وسلم:.فَإِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ، وَمَنْ نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ لَمْ يُعَذِّبْهُ أَبَدًا.{2}، لم يعذبه بالجوع ولا بالعطش، لأن الله يفتح أبواب الجنة للصائمين فينزل منها الروح والريحان فيُلطِّف أحوال الصائمين، ولذلك يجد الإنسان
مِنْ إعانة الله على الصيام في رمضان ما لا يجده في غير رمضان، وبمجرد ما ينتهي رمضان ونبدأ في شوال، نجد الإجهاد والمشقة والتعب، لأن الله عزَّ وجلَّ يقول:.يَا رَضْوَانُ، افْتَحْ أَبْوَابَ الْجِنَانِ، وَيَا مَالِكُ أَغْلِقْ أَبْوَابَ الْجَحِيمِ عَلَى الصَّائِمِينَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، وَيَا جِبْرِيلُ اهْبِطْ إِلَى الأَرْضِ فاصْفِدْ مَرَدَةَ الشَّيَاطِينِ، وَغُلَّهُمْ بالأَغْلالِ، ثُمَّ اقْذِفْهُمْ فِي لُجَجِ الْبِحَارِ حَتَّى لا يُفْسِدُوا عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ حَبِيبِي صِيَامَهُمْ.{3}، تُفتح أبواب الجنان فينزل منها الروح والريحان على الصائمين، فتجد نوايا الخير، وتجد الرغبة في عمل البر تزيد، وتجد المعونة من الله فلا يُحس بتعبٍ ولا عناء كأنه أصبح من أهل الجنة، وكأنه أصبح يُردد قول الله:.وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ. 34فاطر
يكون حاله كحال أهل الجنة، فكلُّه في أوله رحمة. وفي أوسطه يفتح الله عزَّ وجلَّ أبواب المغفرة للصائمين، فإذا أحسنَّا النية في الصيام، وإذا واظبنا على صلاة القيام، وإذا تنافسنا في إفطار الصائمين، وإذا أحيينا الليالي الوترية في العشر طمعاً في ليلة القدر، كل هذه الأعمال تُبلِّغ المغفرة عند الله عزَّ وجلَّ. وفيه بفضل الله عزَّ وجلَّ أيضاً عروضٌ إلهية في هذا الأوكازيون الرباني للعتق من النار، فمن أراد أن يعتقه الله من النار فهناك أعمالٌ مُيسَّرة ذكرها الحبيب المختار، ومن جملتها إفطار الصائمين، فهذا يُبلِّغ الإنسان العتق من النار. ومن جملتها إنزال الملائكة لحضور صلاة القيام فيسعد إذا صفا قلبه وخشع فؤاده لله وتمسَّه الملائكة بأجنحتها وقد قال فيهم صلى الله عليه وسلم:.فَكُلُّ مَنْ مَسَّهُمْ أَوْ مَسُّوهُ سَعِدَ سَعَادَةً لَا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا.{4}. ناهيك إذا أكرمه الله عزَّ وجلَّ بليلة القدر، وفضلاً عما فيها من عظيم الثواب والأجر، فإن فيها قدرٌ كريمٌ من الرتب الإلهية والمقامات الربانية والنياشين الجنانية يوزِّعها ربُّ البرية والحضرة المحمدية والملائكة القدسية على أهلها في الليلة المباركة للأتقياء الأنقياء من أمة محمد، ونسأل الله عزَّ وجلَّ أن نكون منهم أجمعين.
.{1} صحيح ابن خزيمة عن سلمان الفارسي رضي الله عنه.
.{2} شعب الإيمان للبيهقي عن جابر رضي الله عنه.
.{3} شعب الإيمان للبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما.
.{4} تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأولين والآخرين عن علي رضي الله عنه.
من كتاب صيام الأتقياء للشيخ فوزي محمد أبوزيد
شاهد الفيديو
.قال صلى الله عليه وسلم عن شهر رمضان:.وَهُوَ شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ، وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ، وَآخِرُهُ عِتْقٌ مِنَ النَّارِ.{1}، ما الفرق بين من يحصل على الرحمة والمغفرة والعتق من النار، وما صفات كل صنفٍ منها؟.
------------------------------------------
باختصارٍ شديد: أن في شهر رمضان أوكازيون من الله عزَّ وجلَّ لعباده الصالحين، ففي العشر الأوائل يكون أوكازيون الرحمة في بضاعة الرحمة، والرحمة لأن الله عزَّ وجلَّ إذا كانت أول ليلة من رمضان نظر إلى عباده، ومن نظر الله إليه لم يُعذبه أبداً، قال صلى الله عليه وسلم:.فَإِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ، وَمَنْ نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ لَمْ يُعَذِّبْهُ أَبَدًا.{2}، لم يعذبه بالجوع ولا بالعطش، لأن الله يفتح أبواب الجنة للصائمين فينزل منها الروح والريحان فيُلطِّف أحوال الصائمين، ولذلك يجد الإنسان
مِنْ إعانة الله على الصيام في رمضان ما لا يجده في غير رمضان، وبمجرد ما ينتهي رمضان ونبدأ في شوال، نجد الإجهاد والمشقة والتعب، لأن الله عزَّ وجلَّ يقول:.يَا رَضْوَانُ، افْتَحْ أَبْوَابَ الْجِنَانِ، وَيَا مَالِكُ أَغْلِقْ أَبْوَابَ الْجَحِيمِ عَلَى الصَّائِمِينَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، وَيَا جِبْرِيلُ اهْبِطْ إِلَى الأَرْضِ فاصْفِدْ مَرَدَةَ الشَّيَاطِينِ، وَغُلَّهُمْ بالأَغْلالِ، ثُمَّ اقْذِفْهُمْ فِي لُجَجِ الْبِحَارِ حَتَّى لا يُفْسِدُوا عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ حَبِيبِي صِيَامَهُمْ.{3}، تُفتح أبواب الجنان فينزل منها الروح والريحان على الصائمين، فتجد نوايا الخير، وتجد الرغبة في عمل البر تزيد، وتجد المعونة من الله فلا يُحس بتعبٍ ولا عناء كأنه أصبح من أهل الجنة، وكأنه أصبح يُردد قول الله:.وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ. 34فاطر
يكون حاله كحال أهل الجنة، فكلُّه في أوله رحمة. وفي أوسطه يفتح الله عزَّ وجلَّ أبواب المغفرة للصائمين، فإذا أحسنَّا النية في الصيام، وإذا واظبنا على صلاة القيام، وإذا تنافسنا في إفطار الصائمين، وإذا أحيينا الليالي الوترية في العشر طمعاً في ليلة القدر، كل هذه الأعمال تُبلِّغ المغفرة عند الله عزَّ وجلَّ. وفيه بفضل الله عزَّ وجلَّ أيضاً عروضٌ إلهية في هذا الأوكازيون الرباني للعتق من النار، فمن أراد أن يعتقه الله من النار فهناك أعمالٌ مُيسَّرة ذكرها الحبيب المختار، ومن جملتها إفطار الصائمين، فهذا يُبلِّغ الإنسان العتق من النار. ومن جملتها إنزال الملائكة لحضور صلاة القيام فيسعد إذا صفا قلبه وخشع فؤاده لله وتمسَّه الملائكة بأجنحتها وقد قال فيهم صلى الله عليه وسلم:.فَكُلُّ مَنْ مَسَّهُمْ أَوْ مَسُّوهُ سَعِدَ سَعَادَةً لَا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا.{4}. ناهيك إذا أكرمه الله عزَّ وجلَّ بليلة القدر، وفضلاً عما فيها من عظيم الثواب والأجر، فإن فيها قدرٌ كريمٌ من الرتب الإلهية والمقامات الربانية والنياشين الجنانية يوزِّعها ربُّ البرية والحضرة المحمدية والملائكة القدسية على أهلها في الليلة المباركة للأتقياء الأنقياء من أمة محمد، ونسأل الله عزَّ وجلَّ أن نكون منهم أجمعين.
.{1} صحيح ابن خزيمة عن سلمان الفارسي رضي الله عنه.
.{2} شعب الإيمان للبيهقي عن جابر رضي الله عنه.
.{3} شعب الإيمان للبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما.
.{4} تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأولين والآخرين عن علي رضي الله عنه.
من كتاب صيام الأتقياء للشيخ فوزي محمد أبوزيد
شاهد الفيديو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق