أسباب قبول العمل، وأسباب تعرض العبد للعطاءات الإلهية، وأسباب الفتوحات الربانية، عندما ذكرها الله وبيَّنها في الآيات القرآنية، ذكر أنها تنزل على القلوب، إقرأ معي قول الله: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ) - أين؟ - (فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ) (4الفتح). إذا طهُرت، تكملة الآية ومعناها: لكن القلب الذي لم يطهر لمولاه هل تتنزل فيه السكينة من الله؟!! أبداً. الفتح الإلهي يقول فيه الربُّ العلىُّ: (إِنْ يَعْلَمِ الله فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ) (70الأنفال).فكان سبيل الصوفية هو سبيل السادة الأجلاء من الصحابة الأتقياء الأنقياء الذين سلكوه فحظوا بفتح الله، فاقتفى السلف الصالح آثارهم ليأخذوا المنح الإلهية التي تفضل بها الله عزَّ وجلَّ على أصحاب النبي، ويزيدهم فيعطيها لأحباب النبي، نسأل الله عزَّ وجلَّ أن نكون منهم أجمعين.وهذا الطريق - الذي يؤدي إلى الفتح الإلهي - ذُكر بكل بنوده وأركانه في حديثٍ سأل فيه النبيُّ صلى الله عليه وسلَّم رجلاً - من أهل هذا الفتح - ليوضح لنا ولمن قبلنا ولمن بعدنا - الطريق إلى فتح الله
وعطاءات وإكرام الله عز وجل، سأل النبيُّ صلى الله عليه وسلَّم حارثة: (يا حارثة، كيف أصبحتَ؟) - وكانوا إذا باتوا تنام الأبدان وتصعد القلوب والأرواح إلى ملكوت حضرة الرحمن!!.ولذلك دخل النبي صلى الله عليه وسلَّم مسجده المبارك يوماً - وكان الإمام عليٌّ نائماً في المسجد، فقال رجلٌ: عليٌّ نائم، أأوقظه؟، فقال صلى الله عليه وسلَّم: (دعه، فإن عليَّاً وإن كان جسمه على الثرى – أي: على التراب - ومسجد رسول الله لم يكن فيه فرشٌ، لا حصيرٌ ولا سجادٌ، وعندما اهتموا به جاءوا بالحصى الصغير من العقيق وفرشوه به - فقال: (دعه فإن علياً وإن كان جسمه على الثرى ـ أي: التراب - إلا أن قلبه بالملأ الأعلى) ، القلب ليس هنا!!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق