إذا اشتدت علينا الدنيا, وضاقت صدورنا, وأظلمت الخطوب بنا, فليس لنا إلا هو سبحانه.
إذا وقعت بنا المصائب وحلّت بنا الأزمات, وجثمت علينا النكبات, فلا كاشف لها إلا الله.
إذا وقعت بنا المصائب وحلّت بنا الأزمات, وجثمت علينا النكبات, فلا كاشف لها إلا الله.
إذا أغلقت أمامنا الأبواب, واسودت أمامنا الدروب, فلا هادي لنا إلا الله.
إذا انقطعت بنا السبل, وذهب الرجاء, وحار الأمل, فلا ملجأ ولا منجى إلا إلى الله.
قال الله سبحانه: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ}
إذا انقطعت بنا السبل, وذهب الرجاء, وحار الأمل, فلا ملجأ ولا منجى إلا إلى الله.
قال الله سبحانه: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ}
إنه الفرار إلى الله سبحانه و الهروب إليه, والطمأنينة في طاعته, فكل الخلق تهرب من عقابه عنه, إلا هو سبحانه, فتهرب منه إليه, بل إنك تهرب من كل الخلق إليه سبحانه لا إله إلا هو.
والمرء يفر من ضيق صدره بالهموم والغموم والأحزان والمخاوف التي تحدث له في كل يوم, يفر منها ويهرب, يفر من ضيق صدره إلى سعة فضاء الثقة بالله, ويهرب من همومه وأحزانه إلى حسن الرجاء لجميل صنع الله, فلا إله إلا الله, ما أعظم الله, وما أكرم الله, وما أرحم الله, فيا صاحب الهم لا هم مع الله.
والمرء يفر من ضيق صدره بالهموم والغموم والأحزان والمخاوف التي تحدث له في كل يوم, يفر منها ويهرب, يفر من ضيق صدره إلى سعة فضاء الثقة بالله, ويهرب من همومه وأحزانه إلى حسن الرجاء لجميل صنع الله, فلا إله إلا الله, ما أعظم الله, وما أكرم الله, وما أرحم الله, فيا صاحب الهم لا هم مع الله.
إن المشاعر المصاحبة للحظة الفرار إليه سبحانه لهي مشاعر الافتقار بين يدي الله سبحانه, مشاعر الانكسار, مشاعر الخضوع والذل للرب جل جلاله, فيشعر الإنسان في جميع ذراته الباطنة والظاهرة الضرورة التامة والافتقار التام إلى الله سبحانه ربه ووليه, ويشعر أن بيده صلاحه وبيده فلاحه وبيده هداه وسعادته, فيطمئن القلب ويسجد لله عز وجل سجدة المخلصين.
إنه يستشعرها في سجدته الصادقة المخلصة لربه , شعورا لايمكن وصفه , فيشعر لقلبه كسرة خاصة لا يمكن أن يشبهها شيء أبدًا, بحيث لا يرى لنفسه قيمة ولا مقامًا ولا ذكرًا أبدًا, كيف لا وهو العبد المذنب ذو الصحيفة السوداء! فيشعر بأنه - إن لم يصلحه ربه - لا مُصلح له, وأنه مكسور ولا جابر لكسره إلا الله سبحانه.
فعندئذ يرى نعم الله عليه كثيرة متتابعة, تحيطه من كل جانب, ويرى أنه لا يستحق من هذه النعم شيئًا أبدًا, ثم يعلم رحمة ربه سبحانه التي أنعمت عليه رغم إجرامه في حقه سبحانه.
ولكنه هو الرحيم لا إله إلا هو, ما إن يرى من عبده هذه الذلة ويعلم من ذلك القلب هذه الكسرة, حتى يمن عليه برحماته وينعم عليه بلطفه وكرمه.
ولكنه هو الرحيم لا إله إلا هو, ما إن يرى من عبده هذه الذلة ويعلم من ذلك القلب هذه الكسرة, حتى يمن عليه برحماته وينعم عليه بلطفه وكرمه.
وأحب القلوب إلى الله سبحانه قلب تمكنت منه هذه الذلة وهذه الكسرة, فهو ناكس الرأس بين يدي ربه, لا يرفع رأسه إليه حياءً وخجلاً من الله. وإذا بذلك القلب الكسير يسجد لربه سبحانه سجدة المخلصين التائبين الخاضعين, سجدة تجمع معاني تقصيره وكسره, سجدة ينيب فيها إلى ربه, سجدة يناجيه فيها: أن لا ملجأ ولا منجى منك يارب إلا إليك, أطمع في مغفرتك, وأتكل على عفوك, وأحسن الظن بك, وأرجو كرمك, وأطمع في سعة حلمك ورحمتك, غرّني الغرور ونفسي الأمارة بالسوء, وسترك المرخي علي وأعانني جهلي, ولا طريق لي إلا الاعتصام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق