مدونة مراقى الصالحين: واجب المسلمين اليوم لنشر جمال الإسلام على العالم جـ2

الثلاثاء، 28 فبراير 2012

واجب المسلمين اليوم لنشر جمال الإسلام على العالم جـ2

فضيلة الشيخ/ فوزى محمد أبوزيد 
أخبر النبى صلى الله عليه وسلمّ  أن الفتن من كثرتها ستكون كقطع الليل المظلم، وفى حديث آخر: (أنها تنزل من السماء كالمطر). فتنٌ لا عدَّ لها ولا حصر لها، فقد كانت الفتن فى العصر الماضى فى الشهوات أو الحظوظ، أو الأهواء والملذات، لكن الفتن العُظمى فى هذا العصر فى الفكر، وهذه تؤدّى - كما قال صلى الله عليه وسلمّ فى الحديث الآخر: { يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنَاً وَيُمْسِي كَافِرَاً ، وَيُمسِي مُؤْمِنَاً وَيُصْبِحُ كَافِرَاً }[1].
لماذا ؟ من الفكر والبلبلة والإثارة التى فعلتها الفضائيات والنت، والتى فعلتها وسائل الإعلام، والتى تُثيرها القوى المُتعددة فى المجتمع؛ مثل الأهواء، والنزعات، والميول - وهى ليست خالصة لوجه الله. كل هذه يا إخوانى عملت بلبلة فى المجتمع، فماذا نفعل فى هذا العصر؟
لدينا جملة من الوصايا:
الوصية الأولى: سيدنا رسول الله أكّد عليها فقال: } بَلِ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتُمْ شُحّاً مُطَاعَاً، وَهَوَىً مُتَّبَعَاً، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً، وَإِعْجَابَ كُل ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ، فَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ}[2]. ماذا يعنى هذا؟ الآن الناس يُقحمون أنفسهم فى الجدال فى كل مكان وزمان، والجدال لا يأتى بنتيجة فى النهاية لأهل العصر، فكل واحد مُعجبٌ برأيه، ومُتشبث به، ولن يتخلَّى عنه، فما الفائدة من الجدال؟
ولذلك لا تشغل نفسك بغيرك، فاشغل نفسك بمن لا يؤمن وحاول أن تهديه للإسلام، خيرٌ لك من أن تشغل نفسك بمن آمن بفكر وأصرّ عليه، ولا تستطيع أن تُزحزحه قدر أنملة عما هو مُصِرٌّ عليه فى فكره، فما الفائدة من هذا الأمر؟ فهذا شيعى، وهذا صوفى، وهذا سلفى، ما لنا وهذه الأمور؟!! نحن فى الوسطية التى اختارها لنا الله فى القرآن: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا  (143-البقرة).
الأمر الثانى: قال: { أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ } [3]
أهم شيء فى هذا الزمن أن الإنسان يمسك زمام اللسان، انظروا إلى فرامل السيارات أخذت تتطوَّر وتتطوَّر، ما أحدث نظام فيها الآن؟ فلابد من تحديث فرامل لسانك.
الإنسان لا يتكلم إلا فى ضوء قول الله: ﴿ لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ( 114-النساء)، وإذا نطق للخلق أجمعين فيكون هديّه للناس أجمعين: ﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا (83-البقرةوإذا تحدّث مع المؤمنين فيكون هديه: ﴿ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ (24-الحجفمن فعل ذلك أضمن له عند الله أن يكون من أولياء الله.
فمن يُنفّذ هذه الروشتة؟ .. وهى سهلة، ولكنها سهلة لمن يُعينه الله - لأن الإنسان دائماً يميل إلى الثرثرة، وإلى الإكثار من الكلام، وإلى إضاعة الوقت فى اللهو.
لكن إذا كان المؤمنون: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3-المؤمنون)، وهؤلاء هم المؤمنون، فكيف بنا ونحن نريد أن نكون من المحسنين، ومن الموقنين؟!! إذا كان المؤمنون العاديون يُعرضون عن اللغو، واللغو - كما قيل: هو الكلام الذى لا يفيد، يتكلم فى الكتلة، أو فى السياسة، أو فى الانتخابات، أو فى غيره، ماذا تُفيد الكلمات فى هذه الموضوعات و أشباهها ؟!!
 المؤمن لا يشغله إلا الإقبال على الله، أو المُهمّة التى كلفه بها الله، وهى إظهار جمال الدِّين لخلق الله جلّ فى عُلاه.
من لا يتكلمّ كثيراً ماذا نُسمّيه؟ نسمّيه حكيماً، وهل يوجد مثل هذا؟ أو لقب مثل هذا؟ قال صلى الله عليه وسلمّ: { مَنْ صَمَتَ نَجَا }[4]. من الناجى فى هذا الزمان؟ من يحافظ على الصمت فيأخذ برشام الصمت مع الخلق.
،،،،،،،،
سؤال عارض: كيف يصمت المرء و فى نفس الوقت يدعو إلى الخير ويأمر بالمعروف؟
أجاب الشيخ: إذا صدقت النية يُوّفر الله للإنسان كل ما يحتاجه بلا سبب، وإنما من رب البريّة، وهذه لا تحتاج إلى تحكيم العقل. والأمر بالمعروف هنا لنا أولاً: هو أن تأمر نفسك وتنهى نفسك، ثم تبدأ بنفسك ثم أهلك ثم الأقرب فالأقرب، وبهذا تسير الأمور إن شاء الله رب العالمين.
لكن المصيبة هنا أنه يأمر الناس وينهى الناس، وهو لم ينتهِ ولم يمتثل، يخطب على المنبر خطبة عصماء عن الحجاب والنقاب وابنته تسير فى الطرقات وعورتها ظاهرة .. فماذا يقول الناس؟ أليست هذه ابنة الشيخ؟ فكيف يسمعونه؟!!
يتكلم عن القرآن وقيمة الوقت فى القرآن، وعن الوقت وإضاعة الوقت، ويقول: (الوقت أحدُّ من السيف)، وتجده فى إحدى المقاهى الحديثة يلعب الدومينو أو الكوتشينة أو الشطرنج!! كيف تتكلمّ عن الوقت وأنت جالس تُضيّع فى الوقت؟!! فلابد أن يكون الإنسان أولاً قدوة فى هذا العصر.
الأمر الثانى :
عندما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما روى الإمام على كرم الله وجهه: { إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ، قَالَ: قُلْتُ: فَمَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا يارَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: كِتَابُ اللهِ }[5]. عليك بالقرآن فإنه حبل النجاة الذى أنزله فى الأكوان.
فالمؤتمرات التى يعقدها الآن الصالحون والصالحات فى هذا الزمان - فأنتم لا تحضرونها لأنها مؤتمرات خاصة - فاحتاروا كيف يسوقون المريدين ليستمرُّوا فى تلاوة كتاب الله ولا يقفوا مثلما يفعلون بعد رمضان، فيقرأوا ما تيّسر منه بعد رمضان، لأننا نرى بعضهم بعد أن ينتهى رمضان - وبعضهم يتعجّل قبل إنتهائه بيومين أو ثلاثة أيام - يترك تلاوة القرآن .. لماذا ؟ هل وجدت الخير فى غيره؟!! هل وجدت البرَّ فى تركه؟!! هل وجدت خيراً فى ترك الاستمرار فى تلاوته وقراءته؟!! ألم تتنزَّل عليك الخيرات؟!! ألم تأتك البركات؟!! ألم يُحطك الله عزَّ وجلَّ بالعطاءات والنفحات؟!! لماذا تتركه؟!! عليك بالقرآن، والقرآن يسَّره الله لنا فى هذا الزمان كما قال: ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17-القمر).
 لا تستطيع القراءة؟ .. تسمع، وقد وفَّر لك سماعه فى كل مكان، فإذا ركبت السيارة تسمعه من مُسجّل السيارة، أو المُسجّل الذى معك .. أصبح فى هذا الزمان مُيسّر سماعه بالمحمول الذى معك .. فهل تُوجد الآن مشكلة؟ تريد أن تقرأ لا مانع، أو تريد أن تسمع لا مانع. فانظر إلى الحُجَّة التى عليك الآن؟!!! فهذه حُججٌ عليك .. معك الموبايل وتستطيع أن تُنزّل عليه القرآن، وأنت راكب، وأنت جالس ستسمعه،  فى الطعام وفى الشراب، وكلنا معنا موبايلات، فما الذى يمنعك؟! فتحتاج أن تقرأ وتتدبّر: ﴿ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17-القمر). فالقرآن يا إخوانى فى هذا الزمان هو حصن الأمان.
الأمر الثالث :
دوام الإجتماع على الصادقين، الذين صدقوا فى اتباعهم للنبىِّ الأمين، لأنهم يحفظون الخلق فى هذا الزمان من الخزعبلات الفكرية، ومن الموجات الإلحادية، ومن الأفكار النفسية، التى لا تليق بالعبد مع ربِّ البريَّة، ومن كل الأشياء المُخزيّة .. ولذلك قال لنا الله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا الله وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119-التوبة).  ونكتفى بهذا القدر لتكفى هذه الروشيتة علّ الله ان يجعلنا ممن قال فيهم : ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا (82-الإسراء).
هل من سؤال فى هذه الروشتة؟
الإنسان دائماً يتشاكل - وإن لم يدرِ - مع من يخالطه ويجالسه ويصاحبه، فلا توجد عدوى تعدى الإنسان مثل عدوى الأخلاق والسلوكيات التى ينقلها من الجالسين، وتلاحظونها فى أى مكان، فتنتقل لك طريقة كلامه، وطريقة مزاحه، وطريقة تناوله حتى فى الموضوعات، فتنتقل إليه العدوى وهو لا يشعر. ولذلك أنا فى بلدتى أبحث عمن أجالسه - بشرط أن لا يشغلنى عن الله - فلا أجد!!! فماذا أفعل؟ أخذت من الحديث الجزء الأول، وهو: فعليك بيتك - ( فليسعك بيتك ) - أجلس فى بيتى.
وبيتى مفتوحٌ لمن يأتنى، ولكن يتكلمّ فى مسألة شرعية، أو فى مسألة دينية، أو فى مسألة شخصية - ولكن بصورة مُبسطة وليست تفصيلية - فلا مانع، أما إذا كان سيشغل الوقت فى كذا أو كذا فأقول له: أنا مش فاضى - فأنا فى الحقيقة مُفلس، فكيف أذهب إلى الله وأنا مُفلس؟!! فلا أريد أن أبذّر ما بقى من العُمر، ولكن أدبِّر بعض الأمور .. تقول لى: كيف تكون مفلساً وأنت تُصلىّ وتصوم؟ أقول لك: أنا لا أدرى هل أقُبِلتْ صلاتى وصيامى أم لا؟ .. فالعبرة بالقبول، فإذا ضمنت القبول يكون الأمر منتهى .. ولكن لا أضمن القبول، فأنا خائف هناك يقولون لى: تعالى، ﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (23-الفرقان)، اضربوا بهذا العمل وجه صاحبه، فأنا لا أدرى!!
من يا إخوانى يضمن القبول؟!! مع وجود الأمل - والحمد لله - ولكن لابد من العمل، فيحفظ الإنسان نفسه أولاً من الخطأ ومن الزلل، وهذا هو المهم. ولا يضمن الإنسان العصمة والحفظ من الزلل وهو جالسٌ مع الهالكين أو البُعداء أو التُعساء، فلن يصلح لأنه أحياناً اللسان يتكلم، وأنت تريد أن توقفه ولا تستطيع،  لأنه يستمّر فى الكلام.
إذاً كيف يكون الحفظ؟ هو فى مجالس الصادقين .. أما رفقاء السوء فنبتعد عنهم بالكلية.
ولذلك سأل رجل الإمام أبا العزائم رضى الله عنه وأرضاه وقال له: أنا أريد أن أسلك الطريق إلى الله عزَّ وجلّ، أريد روشتة بسيطة، فماذا أفعل؟ قال له: ( طريقنا هو: مصاحبة الأخيار، ومفارقة الأشرار - وهذه مع تلك، فهل يصّح أن أجالس الأخيار والأشرار الاثنين معاً؟ فلابد من مصاحبة الأخيار ومفارقة الأشرار - والسير على المناهج والسنن والآثار).
ولا أريد منك أكثر من ذلك، فأساس كل شيءٍ أنك أولاً تُصاحب الأخيار، وتُفارق الأشرار، فصُحبة الصادقين تنفع وترفع إن شاء الله تعالى.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
* * * * * * *



[1] الحديث عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وتمامه للفائدة: قَالَ: { أَتَتْكُمُ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنَاً وَيُمْسِي كَافِرَاً ، وَيُمسِي مُؤْمِنَاً وَيُصْبِحُ كَافِرَاً، يَبِيعُ أَحَدُكُمْ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا قَلِيلٍ، قُلْتُ: فَكَيْفَ نَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: تَكْسِرُ يَدَكَ، قُلْتُ: فَإِنِ انْجَبَرَتْ، قَالَ: تَكْسِرُ الاْخْرٰى، قُلْتُ: حَتَّى مَتىٰ ؟ قَالَ: حَتَّى تَأْتِيكَ يَدٌ خَاطِئَةٌ، أَوْ مَنِيَّةٌ قَاضِيَةٌ}. (كر)، جامع المسانيد والمراسيل
[2] وتمام الحديث { وَدَعْ عَنْكَ أَمْرَ الْعوَام، وَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ، الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلَ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ، لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرُ خَمْسِينَ رَجُلاً يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ، ـ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْهُمْ ـ ؟ قَالَ: لاَ، بَلْ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ» (د ت هـ حب) عن أَبي ثعلبة الْخشني رضيَ اللَّهُ عنهُ (ز)، جامع المسانيد والمراسيل
[3] عن عُقبةَ بن عامِرٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ، جامع المسانيد والمراسيل.  
[4] (حم ت) عن ابن عمروٍ رضَي اللَّهُ عنهُ، جامع المسانيد والمراسيل. 
[5] وتمام الحديث : { فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ، مَنْ يَرُدَّهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ، وَمَنِ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ، أَضَلَّهُ اللَّهُ، هُوَ حَبْلُ اللهِ الْمَتِينُ، وَالذَّكَرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ الَّذِي، لاَ تَزِيغُ بِهِ الأَهْوَاءُ، وَلاَ تَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ، وَلاَ يَخْلُقُ عَنْ رَدٍّ، وَلاَ تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ تَنْتَهِ الْجِنُّ حِينَ سَمِعَتْهُ، أَنْ قَالُوا: إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا، مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ دُعِيَ إِلَيْهِ، هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، وَمَنِ اعْتَصَمَ بِهِ، هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. } أخرجه البزار فى مسنده عن على رضى الله عنه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق