*قال الشيخ الألباني رحمه الله في كلمته عن التكفير:
"نحن إذا درسنا الجماعات الإسلامية القائمة الآن نحو قرابة قرن من الزمان لوجدنا كثيراً منهم لم يستفيدوا شيئاً رغم صياحهم ورغم ضجيجهم بأنهم يريدونها حكومة إسلامية وسفكوا دماء أبرياء كثيرين بهذه الحجة دون أن يستفيدوا من ذلك شيئاً ، فلا نزال نسمع منهم العقائد المخالفة للكتاب والسنة والأعمال المنافية للكتاب والسنة.. " إلى أن قال: "فظلوا يصيحون بإقامة الدولة المسلمة دون جدوى وصدق فيهم قول الشاعر:
ترجوا النجاة ولم تسلك مسالكها إن السفينة لا تجري على اليبسِ
( مجلة "السلفية" محرم1415هـ )
وإني أنصح كل مسلم سيما الشباب أن يعرفوا عمن يأخذون دينهم ، قال عزَّ وجلَّ: {
فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} النحل:43
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ألا سألوا إذا لم يعلموا ، إنما شفاء العي السؤال" رواه أبوداود وغيره وصححه الألباني
فعند الإشتباه في أمر من أمور المسلمين يجب الرجوع إلى أهل العلم المقتدى بهم المعروف علمهم وورعهم وسلامة معتقدهم ومنهجهم ولا يكون الشخص إمعة يتبع كل ناعق وما أكثرهم في زماننا هذا الذي تموج به الفتن موج البحر الهائج ، فهم دعاة سوء وضلال وتطرف وتشدد منافيات لسماحة ووسطية هذا الدين الحنيف ،
قال عزَّ وجلَّ: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا } البقرة143.
*إن مقتضى كون هذه الأمة وسطاً أن يكون هناك طرفان ، طرف يغلو وطرف يجفو وكلاهما مذموم ، وثالث وسط وهم الخيار الذين اتبعوا المصطفى صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأهل العلم الراسخين فسلموا في دينهم وحققوا إتباعهم لنبيهم عليه الصلاة والسلام ،
قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } آل عمران31
والنبي صلى الله عليه وسلم كان قدوة مطبقاً لهذا الدين العظيم ، فإنه لما بعث معاذاً وأبا موسى إلى اليمن أوصاهما بقوله:
"يسراولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا" رواه البخاري برقم4341 ، ومسلم برقم1733.
وهذه وصية عامة لكل المكلفين ، قال عليه الصلاة والسلام: "إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه ، فسددوا وقاربوا وأبشروا" رواه البخاري
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء ثلاثة رهط ــ أي ثلاثة أفراد ــ إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلَّم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أُخبروا كأنهم تقالّوها ــ أي عدّوها قليلة ــ وقالوا أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلَّم وقد غفر له ماتقدم من ذنبه وما تأخر؟ قال أحدهم: أما أنا فأصلي الليل أبداً ، وقال الآخر: وأنا أصوم الدهر أبداً ولا أفطر ، وقال الآخر: وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً، فجاء رسول الله صلى الله عليه سلَّم إليهم فقال: "أنتم الذي قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ، لكني أصوم وأفطر ، وأصلِّي وأرقد ، وأتزوج النساء ، فمن رغِبَ عن سنتي فليس منّي"رواه البخاري برقم 5063 ومسلم برقم 2/1020
وبهذا الحوار المفيد والجواب الكافي من الرسول صلى الله عليه وسلَّم كان الإقتناع من أولئك الرهط بالاتباع لا بالابتداع ، وهذا ماينبغي سلوكه ، وهذا نهي واضح عن الغلو في العبادات ، والتزام بهدي الرحيم بهذه الأمة صلى الله عليه وسلَّم وبيان لتوازن هذه الشريعة السمحة للقيام بمتطلبات الروح والبدن. قال تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} هود 112
قال ابن كثير رحمه الله: "يأمر تعالى رسوله وعباده المؤمنين بالثبات والدوام على الإستقامة وذلك من أكبر العون على النصر على الأعداء ونهى عن الطغيان وهو البغي فإنه مصرعة ولو كان على مشرك" ابن كثير2/600
كم نحن بحاجة إلى الوسطية والإعتدال في المنهج والعبادات عموماً لا الغلاة الذين يحكمون بالأسوأ من الأحكام على الأشياء والأشخاص ويسيؤون الظن بالناس ولا الجفاة الذين زلّت أقدامهم وانحطت أخلاقهم واتبعوا الشهوات ، قال تعالى:
{اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} الحجرات11
وقال عليه الصلاة والسلام فيما جاء في الحديث عن الشهادة قال:
"هل ترى الشمس" قال: نعم ، قال: "على مثلها فاشهد أو دع" صححه الحاكم وضعفه بعض أهل العلم
إن ما يروّج من إفتراءات وكذب وظنون بين الشباب من وجود أخطاء وتقصير متعمد
وما نسمعه من محاولات لإسقاط قدر العلماء من هؤلاء القوم ومن خلفهم وغير ذلك كله للإثارة وإفساد ذات البين
وهذه فائدة من أحد الشباب الذي منَّ الله عليه بالهداية وسلوك الصراط المستقيم يقول:
ـ أولاً: أحمد الله على نعمة الهداية ، فإنه لولا توفيقه لما حصل هذا..
ـ ثانياً: الأسباب التي أثرت عليَّ في سلوك هذا المنج مايلي:
ـ مجالسة طلبة العلم المتشددين الذين ينتقصون العلماء الراسخين ويعظمون أناساً ليسوا من العلماء ، فهذا يعتبر السبب الرئيس والأول الذي نشأت عليه في بداية إلتزامي وهي الجرأة على إنتقاص العلماء وظهور بعض المشايخ الذين ينتقصون العلماء وملازمتهم.
ـ الذهاب إلى أفغانستان وقراءة كتاب الكواشف الجلية وعدم الرجوع إلى العلماء كان مؤثراً في سلوك هذا المنهج ، ولو أني كنت غير مقتنع به كلياً في بداية الأمر.
أخوكم في الله.
إخواني..هذه كلماتٌ ممن اكتوى بنار هذا الفكر المنحرف زودني بها رغبة منه بعد أن منَّ الله عليه بالهداية قائلاً:
أكتب تلك الأسباب التي كانت سبباً في سلوك المنهج المنحرف عن الصراط المستقيم لعل الله ينفع بها من سلك هذا المنهج ونكون ممن شارك في علاجها..
انتهى كلامه وفقنا الله وإياه.
...
لذا يلزم علينا كباراً و صغاراً التثبت في الأمور كلها وأن لا نصدق هذه الإشاعات المغرضة التي تصدر من أصحاب المقاصد السيئة ، وأن نعلم أن بلادنا مستهدفة يُراد بها الشر من الأعداء ، الذين يستخدمون أبناءنا من حيث يعلمون أو لا يعلمون ،ولو كانوا يحملون الشهادات الشرعية العالية ، وللأسف لأن الأعداء يقولون: (لا تُقطع الشجرة إلاَّ بأحد أغصانها) ، ولن يحققوا بغيتهم ، بإذن الله ، لأن بلادنا محروسة بما فيها من الخير ، فالله الله من رعاة ورعية ، أن نعي ما يُراد بنا وأن نتمسك بديننا الذي إرتضاه لنا ربنا ، ففيه حفظنا وسعادتنا في الدارين ، وعلينا أن نتحصن بالعلم الشرعي المستمد من الكتاب والسنة حتى لا ننساق خلف كل داع بدون معرفة ما وراءه ، فما أكثر من يدعي إصلاح الأمة والسهر على راحتها وإصلاح الأوضاع وهو على غير ذلك ، ولكن من أجل دنيا يصيبها أو أمراً يسعى إليه.
إن العاطفة الجياشة والحماس للدين بدون علم وإدراك وعقل سليم ودون أن تكون مبنية على قواعد شرعية توقع صاحبها في حبائل أهل الأهواء والخوارج الذين ينتقون هذه العينة من شباب المسلمين للإفساد لا للإصلاح كما يدَّعون ، وهذا أمر مشهود لا يحتاج إلى دليل.
إن الغلو والتشدد قد يوجب ما ليس بواجباً ويحرم ماليس بمحرم ، يكفر صاحبه المسلمين ويفسق الصالحين فيستحل دماءهم وأموالهم ويخرج على حكامهم فتكون الفوضى والفساد في الأرض ، وقد منيت بذلك كثير من دول العالم وخاصة هذه البلاد المسالمة لأنها المستهدفة بالدرجة الأولى.
*إن من المعلوم أن كلاًّ يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالناس كلهم محتاجون إلى الكتاب والسنة ليزنوا جميع عباداتهم ومعاملاتهم بها ، فما وافقها فهو الحق الذي يجب اتباعه ، وما خالفها فهو الباطل الذي يجب إجتنابه ، ولا مجاملة لأحد كائناً من كان على حساب الدين.
والغلاة خالفوا هذا الأصل العظيم فجعلوا قادتهم بمثابة الرسول عليه الصلاة والسلام ؛ يُطاع في كل ما يأمر به طاعة مطلقة ويرفعونهم فوق مكانتهم ويرون أن قولهم و الحق ولا يقبلون من أي أحد أي نقد عليهم أو التحذير منهم ، وبالمقابل يهون عليهم الطعن في الصالحين ، بل في الأنبياء والصحابة الذي يصدر من قادتهم.. وهذا هو الواقع للأسف الشديد.
ومن مظاهر الغلو بين الشباب والكلام لفضيلة الشيخ صالح الفوزان مايظهر بين بعضهم في الصلاة من تفريق رجليه إذا وقف في الصلاة حتى يضايق من بجانبيه وحني رأسه في حال القيام في الصلاة إلى قريب من الركوع و مد ظهره في السجود حتى يكون كالمنبطح على الأرض . ومن مظاهر الغلو عندهم المبالغة في الصلاة إلى السترة حتى إن بعضهم إذا دخل المسجد قبل الإقامة فإنه يترك الصف ويذهب إلى عمود أو جدار ليصلِّي إليه صلاة النافلة ، مع أن السترة سنَّة ليست بواجبة إن تيسرت وإلاَّ فلا يتكلفها ويترك فضيلة القيام في الصف خصوصاً في الصف الأول و حصول مكانه فيه و قربه من الإمام ، كل هذه فضائل لا ينبغي إهدارها ، بل إن بعضهم يدافع الناس عن المرور أمامه إذا قام يصلِّي في المسجد الحرام في وقت الزحام مع أن المرور أمام المصلِّي في المسجد الحرام والمواطن الشديد الزحام لا بأس به دفعاً للحرج ، ولله الحمد فديننا دين اليسر. وقال أيضاً: ومن مظاهر الغلو تقصير الثياب إلى قريب من الركبتين مما يخشى معه انكشاف العورة ،والمشروع تقصيرها إلى نصف الساق أو إلى الكعبين)..انتهى.
.
ومن مظاهر الغلو في هذا العصر تكفير المسلم لذنب فعله أو خطأ أخطأ فيه ، وهذا التكفير يؤدي إلى إستحلال دم هذا المسلم و ماله وهذا حرام ، لأن المسلم باقٍ على إسلامه ولو فعل ذنباً ولو كبيراً فإنه لا يكفر ولا يقال إنه كافر إلا إذا وقع بما يوجب كفره فإنه يحكم بكفره ، بعد البيان له وهذا خاص بأهل العلم الراسخين ، وهم الذين يحكمون بالكفر أو الردة؛ وليس كل من هبّ و دب !!.
قال أحد الأئمة: "إن الخطأ في ترك ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك دم مسلم".
قال ابن تيمية ، رحمه الله: "
وليس لأحد أن يكفّر أحداً من المسلمين وإن أخطأ وغلط حتى تقام عليه الحجة و تبين له المحجة ، ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزل عنه بالشك بل لايزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة"مجموع الفتاوى
كان الإمام مالك ، رحمه الله ، يقول:
"لو احتمل المرء الكفر من تسعة و تسعين وجهاً ، واحتمل الإيمان من وجه لحملته على الإيمان تحسيناً للظن بالمسلم".
يقول الإمام أحمد ، رحمه الله ، لعلماء و قضاة
أنا لو قلت قولكم لكفرت ، ولكني لا أكفركم لأنكم عندي جهّال".
وقد صرح الإمام محمد بن عبد الوهاب ، رحمه الله ـ كما في كتاب صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان ـ بعدم تكفيره للرجل الذي يسجد عند قبر عبدالقادر الجيلاني أو قبر السيد البدوي إلا بعد العلم والبيان وقيام الحجة الرسالية.
هذه نماذج قليلة من أقوال علماء السلف الأخيار أهل العلم والزهد والورع في مسائل التكفير و خطورتها ، فما بال أحوال الناس اليوم وما نسمعه من تبديع وتحليل وتحريم وفتيا بلا علم وتكفير بالجملة وخاصة لولاة الأمر من العلماء والأمراء ، فإذا ما قام عالم أو داعية لكشف هذا الضلال وبيان خطره على البلاد والعباد نعتوهمبالمباحث والجاسوسية والجامية..!!
وجاء في السنة قوله صلى الله عليه وسلم: "من قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة" أخرجه مسلم.
وقال: "من تردَّى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً أبداً ، ومن تحسَّى سُماً فقتل نفسه فسمَّه في يده يتحساه فيها في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً" رواه البخاري ومسلم.
وقال عليه الصلاة والسلام: "لا يزال المؤمن في فسحة من دينه مالم يصب دماً حراماً" رواه البخاري برقم 6862.
وقال أيضاً: "من حمل علينا السلاح فليس منا" رواه البخاري.
وقال أيضاً: "من خرج على أمتي يضرب برها و فاجرها ولا يتحاش من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني و لست منه" رواه مسلم.
عن البراء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق ، ولو أن أهل السماء والأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار" رواه ابن ماجة والنسائي.
وعن معاوية رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت كافراً أو الرجل يقتل مؤمناً متعمداً" رواه أحمد والنسائي وصححه الحاكم.
وقال ابن عمر: "إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله" أخرجه البخاري برقم 6863.
وعن قتل الذمي والمعاهد ، روى البخاري في صحيحه عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قتل نفساً معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً" رواه النسائي بلفظ: "من قتل قتيلاً من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً" ، وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قتل معاهداً في غير كنخخ حرَّم الله عليه الجنة" رواه أبوداود ، ومعنى "في غير كنهه": أي في غير وقته الذي يجوز قتله فيه حين لا عهد له. هكذا يقول العلماء.. وما يحدث في هذا الزمان من فتن ، نعوذ بالله منها ، أخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم ، والقائم خير من الماشي ، والماشي فيها خير من الساعي ، ومن تشرف لها تستشرفه ، ومن وجد ملجأ أو معاذاً فليعذ به" متفق عليه.
وحث صلى الله عليه وسلم على العمل الصالح قبل الإنشغال عنها بما يحدث من الفتن الكثيرة فقال: "بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ، أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً ، يبيع دينه بعرض من الدنيا" رواه مسلم برقم 118 ، والمخرج من ذلك كله التمسك بالكتاب والسنَّة ولزوم جماعة المسلمين وإمامهم.
وهذا الداء العضال ـ الغلو في الدين ـ الذي لم تسلم منه أمة من الأمم من عهد نوح عليه السلام وحتى عصرنا هذا لابد له من علاج ، ومن ذلك مايلي:
1ـ التمسك بالكتاب والسنة الصحيحة قولاً وعملا واعتقاداً على فهم السلف الصالح ، قال عليه الصلاة والسلام "تركت فيكم شيئين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي"
أخرجه مالك والحاكم والبيهقي وصححه الحاكم والألباني.
2ـ التفقه في الدين على أيدي العلماء الراسخين في العلم المعروفين بالزهد والورع ، وهم الذين شابت لحاهم في تعلم العلم وتعليمه وعلى رأسهم هيئة كبار العلماء في هذه البلاد المباركة ففي ذلك الخير كل الخير ، قال عليه الصلاة والسلام "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين"
رواه البخاري برقم 71/3116 ، ومسلم برقم 1037
ومن هذا يُعلم أن من لم يُرد الله به خيراً لايفقهه في الدين ، قال الشافعي ، رحمه الله:
كل العلوم سوى القرآن مشغلة
إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
العلم ما كان فيه حدثنا
وماسوى ذاك وسواس الشياطين
3ـ سلوك منهج السلف الصالح الذي عليه خيار الناس لا غلو ولا جفاء أمة وسط وعدم مفارقة الجماعة وإمامهم ، قال عليه الصلاة والسلام في حديث حذيفة بن اليمان: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم".
4ـ الحذر من أصحاب التوجيهات المنحرفة والأفكار الضالة الدخيلة على بلادنا ومحاربة دعواتهم وكتبهم المثيرة للفتن المكفرة للناس ، وكذلك المتعصبين لهم من بيننا ، الذين سلكوا مسلكهم واعتنقوا أفكارهم ـ أفكار الخوارج ـ وروجوا كتبهم ودافعوا عنهم ، وبالمقابل همزوا ولمزوا في علمائنا ودعاتنا الأفاضل ، فإلى الله المشتكى..
قال الشاعر:
فرصاص من أحببته ذهب
كما ذهب الذي لم ترض عنه رصاص
Supporting : firefox, IE 7, IE 8, GC 1, AB 11.7
Vida Style [Ver 1.0] With ContentSlider
HolyQuran Theme by Musleem.com
"نحن إذا درسنا الجماعات الإسلامية القائمة الآن نحو قرابة قرن من الزمان لوجدنا كثيراً منهم لم يستفيدوا شيئاً رغم صياحهم ورغم ضجيجهم بأنهم يريدونها حكومة إسلامية وسفكوا دماء أبرياء كثيرين بهذه الحجة دون أن يستفيدوا من ذلك شيئاً ، فلا نزال نسمع منهم العقائد المخالفة للكتاب والسنة والأعمال المنافية للكتاب والسنة.. " إلى أن قال: "فظلوا يصيحون بإقامة الدولة المسلمة دون جدوى وصدق فيهم قول الشاعر:
ترجوا النجاة ولم تسلك مسالكها إن السفينة لا تجري على اليبسِ
( مجلة "السلفية" محرم1415هـ )
وإني أنصح كل مسلم سيما الشباب أن يعرفوا عمن يأخذون دينهم ، قال عزَّ وجلَّ: {
فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} النحل:43
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ألا سألوا إذا لم يعلموا ، إنما شفاء العي السؤال" رواه أبوداود وغيره وصححه الألباني
فعند الإشتباه في أمر من أمور المسلمين يجب الرجوع إلى أهل العلم المقتدى بهم المعروف علمهم وورعهم وسلامة معتقدهم ومنهجهم ولا يكون الشخص إمعة يتبع كل ناعق وما أكثرهم في زماننا هذا الذي تموج به الفتن موج البحر الهائج ، فهم دعاة سوء وضلال وتطرف وتشدد منافيات لسماحة ووسطية هذا الدين الحنيف ،
قال عزَّ وجلَّ: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا } البقرة143.
*إن مقتضى كون هذه الأمة وسطاً أن يكون هناك طرفان ، طرف يغلو وطرف يجفو وكلاهما مذموم ، وثالث وسط وهم الخيار الذين اتبعوا المصطفى صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأهل العلم الراسخين فسلموا في دينهم وحققوا إتباعهم لنبيهم عليه الصلاة والسلام ،
قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } آل عمران31
والنبي صلى الله عليه وسلم كان قدوة مطبقاً لهذا الدين العظيم ، فإنه لما بعث معاذاً وأبا موسى إلى اليمن أوصاهما بقوله:
"يسراولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا" رواه البخاري برقم4341 ، ومسلم برقم1733.
وهذه وصية عامة لكل المكلفين ، قال عليه الصلاة والسلام: "إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه ، فسددوا وقاربوا وأبشروا" رواه البخاري
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء ثلاثة رهط ــ أي ثلاثة أفراد ــ إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلَّم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أُخبروا كأنهم تقالّوها ــ أي عدّوها قليلة ــ وقالوا أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلَّم وقد غفر له ماتقدم من ذنبه وما تأخر؟ قال أحدهم: أما أنا فأصلي الليل أبداً ، وقال الآخر: وأنا أصوم الدهر أبداً ولا أفطر ، وقال الآخر: وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً، فجاء رسول الله صلى الله عليه سلَّم إليهم فقال: "أنتم الذي قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ، لكني أصوم وأفطر ، وأصلِّي وأرقد ، وأتزوج النساء ، فمن رغِبَ عن سنتي فليس منّي"رواه البخاري برقم 5063 ومسلم برقم 2/1020
وبهذا الحوار المفيد والجواب الكافي من الرسول صلى الله عليه وسلَّم كان الإقتناع من أولئك الرهط بالاتباع لا بالابتداع ، وهذا ماينبغي سلوكه ، وهذا نهي واضح عن الغلو في العبادات ، والتزام بهدي الرحيم بهذه الأمة صلى الله عليه وسلَّم وبيان لتوازن هذه الشريعة السمحة للقيام بمتطلبات الروح والبدن. قال تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} هود 112
قال ابن كثير رحمه الله: "يأمر تعالى رسوله وعباده المؤمنين بالثبات والدوام على الإستقامة وذلك من أكبر العون على النصر على الأعداء ونهى عن الطغيان وهو البغي فإنه مصرعة ولو كان على مشرك" ابن كثير2/600
كم نحن بحاجة إلى الوسطية والإعتدال في المنهج والعبادات عموماً لا الغلاة الذين يحكمون بالأسوأ من الأحكام على الأشياء والأشخاص ويسيؤون الظن بالناس ولا الجفاة الذين زلّت أقدامهم وانحطت أخلاقهم واتبعوا الشهوات ، قال تعالى:
{اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} الحجرات11
وقال عليه الصلاة والسلام فيما جاء في الحديث عن الشهادة قال:
"هل ترى الشمس" قال: نعم ، قال: "على مثلها فاشهد أو دع" صححه الحاكم وضعفه بعض أهل العلم
إن ما يروّج من إفتراءات وكذب وظنون بين الشباب من وجود أخطاء وتقصير متعمد
وما نسمعه من محاولات لإسقاط قدر العلماء من هؤلاء القوم ومن خلفهم وغير ذلك كله للإثارة وإفساد ذات البين
وهذه فائدة من أحد الشباب الذي منَّ الله عليه بالهداية وسلوك الصراط المستقيم يقول:
ـ أولاً: أحمد الله على نعمة الهداية ، فإنه لولا توفيقه لما حصل هذا..
ـ ثانياً: الأسباب التي أثرت عليَّ في سلوك هذا المنج مايلي:
ـ مجالسة طلبة العلم المتشددين الذين ينتقصون العلماء الراسخين ويعظمون أناساً ليسوا من العلماء ، فهذا يعتبر السبب الرئيس والأول الذي نشأت عليه في بداية إلتزامي وهي الجرأة على إنتقاص العلماء وظهور بعض المشايخ الذين ينتقصون العلماء وملازمتهم.
ـ الذهاب إلى أفغانستان وقراءة كتاب الكواشف الجلية وعدم الرجوع إلى العلماء كان مؤثراً في سلوك هذا المنهج ، ولو أني كنت غير مقتنع به كلياً في بداية الأمر.
أخوكم في الله.
إخواني..هذه كلماتٌ ممن اكتوى بنار هذا الفكر المنحرف زودني بها رغبة منه بعد أن منَّ الله عليه بالهداية قائلاً:
أكتب تلك الأسباب التي كانت سبباً في سلوك المنهج المنحرف عن الصراط المستقيم لعل الله ينفع بها من سلك هذا المنهج ونكون ممن شارك في علاجها..
انتهى كلامه وفقنا الله وإياه.
...
لذا يلزم علينا كباراً و صغاراً التثبت في الأمور كلها وأن لا نصدق هذه الإشاعات المغرضة التي تصدر من أصحاب المقاصد السيئة ، وأن نعلم أن بلادنا مستهدفة يُراد بها الشر من الأعداء ، الذين يستخدمون أبناءنا من حيث يعلمون أو لا يعلمون ،ولو كانوا يحملون الشهادات الشرعية العالية ، وللأسف لأن الأعداء يقولون: (لا تُقطع الشجرة إلاَّ بأحد أغصانها) ، ولن يحققوا بغيتهم ، بإذن الله ، لأن بلادنا محروسة بما فيها من الخير ، فالله الله من رعاة ورعية ، أن نعي ما يُراد بنا وأن نتمسك بديننا الذي إرتضاه لنا ربنا ، ففيه حفظنا وسعادتنا في الدارين ، وعلينا أن نتحصن بالعلم الشرعي المستمد من الكتاب والسنة حتى لا ننساق خلف كل داع بدون معرفة ما وراءه ، فما أكثر من يدعي إصلاح الأمة والسهر على راحتها وإصلاح الأوضاع وهو على غير ذلك ، ولكن من أجل دنيا يصيبها أو أمراً يسعى إليه.
إن العاطفة الجياشة والحماس للدين بدون علم وإدراك وعقل سليم ودون أن تكون مبنية على قواعد شرعية توقع صاحبها في حبائل أهل الأهواء والخوارج الذين ينتقون هذه العينة من شباب المسلمين للإفساد لا للإصلاح كما يدَّعون ، وهذا أمر مشهود لا يحتاج إلى دليل.
إن الغلو والتشدد قد يوجب ما ليس بواجباً ويحرم ماليس بمحرم ، يكفر صاحبه المسلمين ويفسق الصالحين فيستحل دماءهم وأموالهم ويخرج على حكامهم فتكون الفوضى والفساد في الأرض ، وقد منيت بذلك كثير من دول العالم وخاصة هذه البلاد المسالمة لأنها المستهدفة بالدرجة الأولى.
*إن من المعلوم أن كلاًّ يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالناس كلهم محتاجون إلى الكتاب والسنة ليزنوا جميع عباداتهم ومعاملاتهم بها ، فما وافقها فهو الحق الذي يجب اتباعه ، وما خالفها فهو الباطل الذي يجب إجتنابه ، ولا مجاملة لأحد كائناً من كان على حساب الدين.
والغلاة خالفوا هذا الأصل العظيم فجعلوا قادتهم بمثابة الرسول عليه الصلاة والسلام ؛ يُطاع في كل ما يأمر به طاعة مطلقة ويرفعونهم فوق مكانتهم ويرون أن قولهم و الحق ولا يقبلون من أي أحد أي نقد عليهم أو التحذير منهم ، وبالمقابل يهون عليهم الطعن في الصالحين ، بل في الأنبياء والصحابة الذي يصدر من قادتهم.. وهذا هو الواقع للأسف الشديد.
ومن مظاهر الغلو بين الشباب والكلام لفضيلة الشيخ صالح الفوزان مايظهر بين بعضهم في الصلاة من تفريق رجليه إذا وقف في الصلاة حتى يضايق من بجانبيه وحني رأسه في حال القيام في الصلاة إلى قريب من الركوع و مد ظهره في السجود حتى يكون كالمنبطح على الأرض . ومن مظاهر الغلو عندهم المبالغة في الصلاة إلى السترة حتى إن بعضهم إذا دخل المسجد قبل الإقامة فإنه يترك الصف ويذهب إلى عمود أو جدار ليصلِّي إليه صلاة النافلة ، مع أن السترة سنَّة ليست بواجبة إن تيسرت وإلاَّ فلا يتكلفها ويترك فضيلة القيام في الصف خصوصاً في الصف الأول و حصول مكانه فيه و قربه من الإمام ، كل هذه فضائل لا ينبغي إهدارها ، بل إن بعضهم يدافع الناس عن المرور أمامه إذا قام يصلِّي في المسجد الحرام في وقت الزحام مع أن المرور أمام المصلِّي في المسجد الحرام والمواطن الشديد الزحام لا بأس به دفعاً للحرج ، ولله الحمد فديننا دين اليسر. وقال أيضاً: ومن مظاهر الغلو تقصير الثياب إلى قريب من الركبتين مما يخشى معه انكشاف العورة ،والمشروع تقصيرها إلى نصف الساق أو إلى الكعبين)..انتهى.
.
ومن مظاهر الغلو في هذا العصر تكفير المسلم لذنب فعله أو خطأ أخطأ فيه ، وهذا التكفير يؤدي إلى إستحلال دم هذا المسلم و ماله وهذا حرام ، لأن المسلم باقٍ على إسلامه ولو فعل ذنباً ولو كبيراً فإنه لا يكفر ولا يقال إنه كافر إلا إذا وقع بما يوجب كفره فإنه يحكم بكفره ، بعد البيان له وهذا خاص بأهل العلم الراسخين ، وهم الذين يحكمون بالكفر أو الردة؛ وليس كل من هبّ و دب !!.
قال أحد الأئمة: "إن الخطأ في ترك ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك دم مسلم".
قال ابن تيمية ، رحمه الله: "
وليس لأحد أن يكفّر أحداً من المسلمين وإن أخطأ وغلط حتى تقام عليه الحجة و تبين له المحجة ، ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزل عنه بالشك بل لايزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة"مجموع الفتاوى
كان الإمام مالك ، رحمه الله ، يقول:
"لو احتمل المرء الكفر من تسعة و تسعين وجهاً ، واحتمل الإيمان من وجه لحملته على الإيمان تحسيناً للظن بالمسلم".
يقول الإمام أحمد ، رحمه الله ، لعلماء و قضاة
أنا لو قلت قولكم لكفرت ، ولكني لا أكفركم لأنكم عندي جهّال".
وقد صرح الإمام محمد بن عبد الوهاب ، رحمه الله ـ كما في كتاب صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان ـ بعدم تكفيره للرجل الذي يسجد عند قبر عبدالقادر الجيلاني أو قبر السيد البدوي إلا بعد العلم والبيان وقيام الحجة الرسالية.
هذه نماذج قليلة من أقوال علماء السلف الأخيار أهل العلم والزهد والورع في مسائل التكفير و خطورتها ، فما بال أحوال الناس اليوم وما نسمعه من تبديع وتحليل وتحريم وفتيا بلا علم وتكفير بالجملة وخاصة لولاة الأمر من العلماء والأمراء ، فإذا ما قام عالم أو داعية لكشف هذا الضلال وبيان خطره على البلاد والعباد نعتوهمبالمباحث والجاسوسية والجامية..!!
وجاء في السنة قوله صلى الله عليه وسلم: "من قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة" أخرجه مسلم.
وقال: "من تردَّى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً أبداً ، ومن تحسَّى سُماً فقتل نفسه فسمَّه في يده يتحساه فيها في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً" رواه البخاري ومسلم.
وقال عليه الصلاة والسلام: "لا يزال المؤمن في فسحة من دينه مالم يصب دماً حراماً" رواه البخاري برقم 6862.
وقال أيضاً: "من حمل علينا السلاح فليس منا" رواه البخاري.
وقال أيضاً: "من خرج على أمتي يضرب برها و فاجرها ولا يتحاش من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني و لست منه" رواه مسلم.
عن البراء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق ، ولو أن أهل السماء والأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار" رواه ابن ماجة والنسائي.
وعن معاوية رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت كافراً أو الرجل يقتل مؤمناً متعمداً" رواه أحمد والنسائي وصححه الحاكم.
وقال ابن عمر: "إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله" أخرجه البخاري برقم 6863.
وعن قتل الذمي والمعاهد ، روى البخاري في صحيحه عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قتل نفساً معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً" رواه النسائي بلفظ: "من قتل قتيلاً من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً" ، وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قتل معاهداً في غير كنخخ حرَّم الله عليه الجنة" رواه أبوداود ، ومعنى "في غير كنهه": أي في غير وقته الذي يجوز قتله فيه حين لا عهد له. هكذا يقول العلماء.. وما يحدث في هذا الزمان من فتن ، نعوذ بالله منها ، أخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم ، والقائم خير من الماشي ، والماشي فيها خير من الساعي ، ومن تشرف لها تستشرفه ، ومن وجد ملجأ أو معاذاً فليعذ به" متفق عليه.
وحث صلى الله عليه وسلم على العمل الصالح قبل الإنشغال عنها بما يحدث من الفتن الكثيرة فقال: "بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ، أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً ، يبيع دينه بعرض من الدنيا" رواه مسلم برقم 118 ، والمخرج من ذلك كله التمسك بالكتاب والسنَّة ولزوم جماعة المسلمين وإمامهم.
وهذا الداء العضال ـ الغلو في الدين ـ الذي لم تسلم منه أمة من الأمم من عهد نوح عليه السلام وحتى عصرنا هذا لابد له من علاج ، ومن ذلك مايلي:
1ـ التمسك بالكتاب والسنة الصحيحة قولاً وعملا واعتقاداً على فهم السلف الصالح ، قال عليه الصلاة والسلام "تركت فيكم شيئين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي"
أخرجه مالك والحاكم والبيهقي وصححه الحاكم والألباني.
2ـ التفقه في الدين على أيدي العلماء الراسخين في العلم المعروفين بالزهد والورع ، وهم الذين شابت لحاهم في تعلم العلم وتعليمه وعلى رأسهم هيئة كبار العلماء في هذه البلاد المباركة ففي ذلك الخير كل الخير ، قال عليه الصلاة والسلام "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين"
رواه البخاري برقم 71/3116 ، ومسلم برقم 1037
ومن هذا يُعلم أن من لم يُرد الله به خيراً لايفقهه في الدين ، قال الشافعي ، رحمه الله:
كل العلوم سوى القرآن مشغلة
إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
العلم ما كان فيه حدثنا
وماسوى ذاك وسواس الشياطين
3ـ سلوك منهج السلف الصالح الذي عليه خيار الناس لا غلو ولا جفاء أمة وسط وعدم مفارقة الجماعة وإمامهم ، قال عليه الصلاة والسلام في حديث حذيفة بن اليمان: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم".
4ـ الحذر من أصحاب التوجيهات المنحرفة والأفكار الضالة الدخيلة على بلادنا ومحاربة دعواتهم وكتبهم المثيرة للفتن المكفرة للناس ، وكذلك المتعصبين لهم من بيننا ، الذين سلكوا مسلكهم واعتنقوا أفكارهم ـ أفكار الخوارج ـ وروجوا كتبهم ودافعوا عنهم ، وبالمقابل همزوا ولمزوا في علمائنا ودعاتنا الأفاضل ، فإلى الله المشتكى..
قال الشاعر:
فرصاص من أحببته ذهب
كما ذهب الذي لم ترض عنه رصاص
Supporting : firefox, IE 7, IE 8, GC 1, AB 11.7
Vida Style [Ver 1.0] With ContentSlider
HolyQuran Theme by Musleem.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق